قدمت سفارة بريطانيا، مساء الثلاثاء الماضي، بالرباط، حصيلة مشروع"فرصة" للإرشاد في مجال إدارة الأعمال، الذي يمكن المقاولين المغاربة الشباب من الاستفادة من مشورة ونصح رجال أعمال ذوي خبرة وتجربة كبيرتين في الميدان. (كرتوش) وشهد مشروع" فرصة"، خلال عشرة أشهر، حسب كلايف ألدرتون، سفير بريطانيا بالمغرب، نجاحا كبيرا في المغرب، حيث مكن من استفادة 140 مقاولا من 11 مدينة بالمغرب، همت طنجة وفاس وشفشاون والداخلة والخميسات والقنيطرة ومكناس والرباط والدارالبيضاء ومراكش وأكادير، وكذا من بناء علاقة ثنائية بين 70 مقاولا وشابا ومقاولين متطوعين من ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال، معلنا أن 70 في المائة من المقاولين المستفيدين ترواحت أعمارهم ما بين 160 و35 سنة كما أن 33 في المائة منهم كانت نساء، تراوحت أعمارهن مابين 24 و35 سنة بالنسبة للمستفيدين و 25 و50 للمرشدين. وأضاف ألدرتون، خلال اللقاء الذي نظمته سفارة بريطانيا بالمغرب بمعية فريق عمل برنامج "فرصة" بما في ذلك مركز المسيرين الشباب (ِCJD)، ومؤسسة آدم سميث أنترناشيونال، ومؤسسة ماوكلي، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن المستفيدين تلقوا إرشادات في 18 قطاعا من التكنولوجيا والإعلام والاتصال والتصنيع والتوزيع والصناعة التقليدية، مبرزا أن المقاولات المستفيدة تتوقع بلوغ رقم معاملات يفوق 20 في المائة في المتوسط، برسم سنة 2014، في الوقت الذي يتوقع 13 في المائة من المقاولات نمو رقم معاملاتها بأزيد من 30 في المائة. وأكد ألدرتون أن ربع المقاولات المستفيدة، من هذا المشروع، خلقت منصبي شغل منذ بداية البرنامج، في الوقت الذي يتوقع ثلثا المقاولات المستفيدة من توظيف ما بين 2 و5 أشخاص في هذه السنة، موضحا أن 20 في المائة من المقاولات المستفيدة تتوقع توظيف ما بين 6 و20 شخص،" و هو ما يؤكد على أفاق جميلة للمستقبل"يعلن ألدرتون. وأبرز أن حوالي 80 في المائة من المقاولات تتوقع أن الإرشاد مكنهم من الثقة في أنفسهم والاستفادة من المؤهلات التجارية، كما أن 80 في المائة تؤكد أنها اكتسبت قدرات جديدة في التسيير والإدارة بفضل مرشديهم. وتشكل "فرصة" التي أطلقتها المملكة المتحدة بداية الربيع العربي، مبادرة لتعزيز ريادة الأعمال في ست دول عربية، وتمكن هذا المشروع بالمغرب خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر ودجنبر من السنة الماضية، من بناء علاقات عمل ثنائية بين 70 مقاولا وشابا ومقاولين متطوعين من ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال. ويدخل هذا المشروع في إطار الأهداف التي وضعتها المملكة المتحدة خلال ترؤسها لمجموعة الثمانية، خلال السنة الماضية، من أجل دعم التنمية الاقتصادية بشمال إفريقيا، التي تحتاج لدعم المقاولين الشباب والطموحين، الذين سيوفرون مناصب الشغل في القطاع الخاص في المستقبل بالمغرب، وبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموما. وأعلن السفير البريطاني، أن "فرصة" وفرت التوجيه والدعم المجاني، مبرزا أن لقاءاته مع رجال الأعمال الشباب، خلال فترات البرنامج، كانت تذكيرا قويا بالمواهب والإمكانيات التي يزخر بها القطاع الخاص في المغرب. وأضاف أنه يمكن لأفضل المقاولات الجديدة أن تفشل إن لم تتمكن من الحصول على المشورة الصحيحة، مشيرا إلى أن مشروع فرصة هو مبادرة تقوم على الربط بين المواهب والأفكار وبين الخبرة والتجربة لتتمكن الشركات الجديدة من الاستمرار والنمو وخلق فرص عمل في المغرب. وأوضح السفير البريطاني، أن هذا المشروع هو أيضا "مثال آخر على الدعم العملي للمملكة المتحدة، الذي يهدف إلى إحداث فرق حقيقي بالمغرب". من جانبهم، أكد المقاولون الشباب المستفيدون من مشروع "فرصة" أن هذا الأخير مثل بالنسبة لهم تجربة رائدة، تعدت الإرشاد، لتمنحهم طاقة جديدة ومتجددة، تساعدهم على تغيير نمط تدبيرهم وحياتهم، موضحين أن الانخراط في مشروع"فرصة" مكنهم من وضع مشاريعهم على السكة الصحيحة للتنمية، ومبرزين أن فرصة مكنتهم من وضع استراتجيتهم في مجال النمو وفي مجال خلق مناصب الشغل، فضلا عن تمكينهم من استكشاف أسواق أخرى. "ما ميز فرصة هو كونها تخلق للمقاولين الشباب الذين يختارون الاستثمار في مشاريع، تحتاج بإضافة إلى دراسة السوق، التوجيه والنصح، هو إيجاد من يستمع لهمومهم والمشاكل التي يصادفونها في بداية مسارهم، وهو ما خلقته المملكة المتحدة، من خلال هذا المشروع" يوضح أحد رجال الأعمال، مؤكدا أن "فرصة كانت مفيدة حتى بالنسبة لرجال الأعمال ذوي الخبرة"، إذ لا تنحصر فرصة في إرشاد مقاول شاب، ولكنها تقوم أيضا على معادلة رابح رابح، فنحن أيضا نستفيد من تجارب الغير رغم كونها تكون في بداية الطريق، لكون هؤلاء المقاولون الشباب، لديهم رغبة حقيقية في لعب دور مهم في دعم نمو مستدام وخلق فرص عمل وتحقيق الإمكانيات الاقتصادية للمغرب، وهو ما يحث أرباب المقاولات المرشدين أيضا على الاستمرار". وأبرز حيدر شاكري، مدير إرشاد رياديي الأعمال في "فرصة" أن فكرة هذا المشروع جاءت من الربيع العربي، حيث فكرت المملكة المتحدة في الدور الذي يمكن للقطاع الخاص أن يلعبه على مستوى التنمية وعلى مستوى خلق مناصب الشغل، عبر مبادرة تكون تكلفتها قليلة ويشارك فيها القطاع الخاص، وكذا الحكومة إلى جانب بريطانيا. وقال شاكري، إن المشروع حاول تغطية جميع مناطق المملكة، كما شهد المشروع مشاركة 600 شخص، خلال ورشات التحسيس والترويج الذي نظمتها سفارة بريطانيا السنة الماضية، مثلت نسبة النساء منهم 40 في المائة، معلنا أن " فرصة تقوم مع مؤسسات حكومية بتطوير موسوعة ستمثل دليلا للمقاولين الشباب، ويوضح جميع المراحل التي تمر منها المشاريع التنموية، منذ بداية انطلاقها، حتى الهيكلة والمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلد".