تعتبر بطالة الشباب من بين أبرز المشاكل التي يتخبط فيها المغرب ويُشك حتى الآن في قدرة الحكومة على مواجهتها بفعالية وإيجاد حلول ناجعة لها، لكن المجتمع المدني المغربي استجمع قواه خاصة بعد التعثرات التي عرفها مشروع "مقاولتي" الذي لم يستطع طيلة المدة التي نشط فيها خلق ما يكفي من المقاولات للتخفيف من هموم الشباب المغربي وكسب ثقة المواطن في تكوين مقاولات صغرى أو متوسطة عوض مطاردة الحكومة من أجل الحصول على وظيفة، ومن بين الجمعيات المغربية التي غامرت لتنشط في هذا المجال مؤسسة "المقاولون الشباب" التي أسسها الناشط الجمعوي رضا لمريني واستطاع بواسطتها كسب رهانات تشغيل ما ينيف عن مائة عاطل في ظرف سنة واحدة، ولم تكتف هذه المؤسسة بذلك بل ذهبت إلى حد توقيع شراكة مع مجموعة من الشركاء كالمكتب الشريف للفوسفاط والقرض الفلاحي والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والصندوق المركزي للضمان والمراكز الجهوية للاستثمار بمراكش وسطات وغيرها للمشاركة في منافسة محلية ومغاربية حول التميز والخلق والإبداع في المجال المقاولاتي المتعلق بالشباب، وتطمح المؤسسة إلى مضاعفة جهودها لتتعاقد مع شركاء مدنيين مغاربة وأجانب من أجل احتضان هذه التجربة الرائدة في العمل الجمعوي وتحقيق مبدأ إعادة الثقة في مجال التشغيل الذاتي الذي كاد الشباب المغربي أن يسحب البساط منه ويكتفي بوجهة واحدة إسمها الوظيفة العمومية. ماذا تقصدون بمشروع "مبادرة" المغاربي وماهي أهدافه بالتحديد؟ إن مشروع "مبادرة انطلاقة" هو أول مبادرة نموذجية مغاربية موجهة للشباب المقاول قصد حثهم على التنافس في مجال الخلق والمبادرة والتشغيل الذاتي، وإذا كان هذا المشروع ذا أبعاد دولية من حيث مجال نشاطه فهو في المغرب جاء بمبادرة من مؤسسة "المقاولون الشباب" وهي جمعية مدنية لا تهدف إلى الربح، وتنشط في مجال تشجيع الشباب المغربي على التشغيل الذاتي عبر التكوين والتمويل والمصاحبة لخلق مقاولات صغيرة أو متوسطة، كما أن شركاءنا في المشروع المحليين والدوليين ساعدونا ماليا ومعنويا لكي نحقق أهدافنا في حث الشاب المغربي المقاول على الخلق والإبداع والتجديد، أما أهداف المشروع فتتلخص في كونه يطمح إلى خلق شراكة ثلاثية بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، كما أنه يتوخى دعم المبادرات المقاولاتية المتميزة ومواكبتها بهدف تطوير مقاولات الشباب الناشئة، بالإضافة إلى التكوين والتأطير والتوجيه والتشجيع على التنافسية والتميز، وهناك جانب هام في أهداف المشروع وهو خلق آلية منفتحة لتنشيط التبادل بين الشباب المقاول على مستوى دول المغرب العربي. ما هي المراحل التي مرت منها المبادرة وإلى أين وصلت الآن؟ لقد قررنا مؤخرا تمديد فترة التسجيل إلى غاية 31 يوليوز الجاري أما البداية فقد كانت في شهر ماي الأخير حيث بدأ تسجيل المتنافسين، وستقوم مؤسسة المقاولون الشباب بفرز الطلبات التي يتقدم بها الشباب المقاول الذي يتطوع لينخرط في المسابقة، وإذا عرفنا أن هذه المسابقة ستكون سنوية فقد اختير لسنة 2012 أن يتم التنافس في مجالات التكنولوجيا والابتكار التي تهم التكنولوجيا الحيوية والاقتصاد الأخضر والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات التواصلية "إعلام، تواصل، هاتف.."، وسيتم في المرحلة الأولى اختيار 100 فكرة أو مشروع من بين المتقدمين، لتنطلق المرحلة الثانية بحوالي 25 مشروعا سيتم انتقاؤهم من طرف لجنة معتمدة من الخبراء والمتخصصين. وسيتم التنافس بين أعضاء هذه المجموعة المنتقاة طيلة عشرة أيام داخل مجال يتيح لهم الإبداع واختيار آليات التنافس والدفاع عن المشاريع، لتختار اللجنة في آخر المطاف خمسة متنافسين سيشارك منهم واحد في المنتدى الدولي للتنافس المقاولاتي في شهر نونبر المقبل بجامعة كاليفورنيا بركلاي بالولايات المتحدةالأمريكية، كما سيستفيد هذا المتنافس من منحة مهمة لتحسين أداء مقاولته وتنافسيتها. ما هي علاقتكم بمشروع مقاولتي؟ ليس هناك أي علاقة، لأن الأمر يتعلق بمؤسسة جمعوية مدنية أسست في دجنبر 2009 وهي تعمل على مساعدة الشباب العاطل على خلق مقاولته أو تطوير أدائها وخاصة على مستوى العالم القروي، ولتحقيق أهدافها وضعت المؤسسة عدة هياكل وآليات للقرب بالعديد من المدن المغربية بدعم من شركائها الرئيسيين كما أحدثت "دار المقاول الشاب" التي تعمل على إيجاد حلول ومقترحات للشباب الراغب في إنشاء مقاولاته وتجسيد طموحاته وتحويلها إلى واقع ملموس، وهكذا خلقت المؤسسة خمسة دور للشباب المقاول على مستوى مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة وبرشيد وسطات وبنكرير وبني ملال، وبعد مرور سنتين على تأسيسها حققت المؤسسة أرقاما نعتبرها في تقييمنا مهمة على مستوى خلق المقاولات وتأهيلها ومصاحبتها، ففي سنة 2011 تم تسجيل 323 مشروعا، وقد تم انتقاء 301 مشروع من بين المسجلين وبعد ذلك تم تأطير وإنجاز 274 مخططا أعمال لإنشاء المقاولات، وعلى إثر هذه المرحلة وضع 108 مخططات أعمال لدى الأبناك المغربية تلقى منهم 50 مشروعا أجوبة إيجابية من الأبناك توصل 40 مشروعا بأجوبة مبدئية للتمويل كما تم إحداث 73 مقاولة بتمويل ذاتي و77 مقاولة بتمويل بنكي، وهو ما يعني في نفس الوقت خلق 300 فرصة عمل مباشرة نتيجة للمقاولات المحدثة حتى الآن، أما بخصوص سنة 2012، فتسعى المؤسسة إلى جانب شركائها إلى خلق 150 مقاولة جديدة، كما ستستكمل أنشطتها التأهيلية لمواكبة المقاولات المحدثة في مدن بنجرير وبني ملال على أن تبدأ عملها قريبا في مدن اليوسفية وقلعة السراغنة وشيشاوة والصويرة وآسفي والجديدة، وسيبقى تسجيل المرشحين مستمر في موقع الجمعية حيث يجد المتدخلون جميع المعلومات المطلوبة ضمن استمارات وضعت رهن إشارتهم.