بلغ عدد الحرائق الغابوية المسجلة على الصعيد الوطني، منذ فاتح يناير 2014 وإلى حدود الآن، 265 حريقا غابويا، دمرت مساحة بلغت حوالي 680 هكتارا. خرائط الوقاية المسبقة آلية لإطلاق الإنذار المبكر سجلت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تراجعا مهما في المساحات المتضررة، بفضل نجاعة التدخلات وسرعتها، الأمر الذي مكن من تحويط الحرائق المسجلة، وإخمادها في وقت وجيز. وسجل آخر حريق غابوي، مساء أول أمس الخميس، في غابة رهراه، بعمالة طنجةأصيلة، بيد أنه لم يخلف أضرارا كبيرة، إذ لم تتجاوز المساحة المتضررة هكتارا واحدا، بفضل سرعة التدخل. يذكر أن المغرب أصبح يتوفر على 5 طائرات من نوع "كنادير بومباردي"، بعد توصله أواخر شهر ماي المنصرم بالطائرة الخامسة. وتتميز هذه الطائرات، التي تتدخل على المستوى الوطني، بميزة كبيرة، في سرعة ونجاعة التدخلات للسيطرة على الحرائق وإخمادها. وتكمن أهمية هذه الطائرات، أيضا، في كونها لا تحتاج إلى مطارات، ويمكن أن تحلق لمدة 3 ساعات متواصلة، وتتزود بالمياه من البحر أو السدود دون هبوط، كما أنها تساهم بشكل كبير في تحويط الحريق، وتتميز بسرعة التدخل والتنقل والمرونة، لكونها طائرة مختصة في إخماد الحرائق الغابوية، وصنعت من أجل ذلك. وبالإضافة إلى طائرات "كنادير"، هناك طائرات الدرك الملكي من نوع "تروش"، التي تساهم بدورها في إخماد الحرائق. ويتوزع الأسطول الجوي على الصعيد الوطني حسب تمركز الحرائق، وكذا بيانات الخرائط التي تتوقع خطورة اندلاع وانتشار الحرائق. وجرى خلال هذه السنة تجنيد 1800 حارس غابوي، من أجل الرصد والمراقبة والإنذار، لأن الإنذار كلما كان مبكرا يتيح إمكانية التدخل بسرعة، لتحويط الحريق الذي تكون مساحة انتشاره صغيرة ومحدودة. كما جرى إطلاق برنامج على المستوى الوطني للتحسيس لفائدة السكان المجاورين للغابة وعموم مرتادي الغابة، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، والتبليغ عن أي سلوكات غير مسؤولة من شأنها الإضرار بالغابة، لاتخاذ التدابير اللازمة في حينها. وتشكل خرائط الوقاية المسبقة من حرائق الغابات التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، بتعاون مع مديرية الأرصاد الوطنية، آلية عمل لإطلاق الإنذار المبكر، ولجاهزية تموقع فرق المكافحة، وانطلاق التدخلات الأولية. يذكر أن سنة 2013 شهدت تراجعا في عدد الحرائق، وكذا المساحات التي اجتاحتها النيران، بمعدل تراجع يقدر ب5.35 هكتارات للحريق الواحد، مقارنة مع 8 هكتارات للحريق الواحد في العشر سنوات الأخيرة. وبلغت المساحة الغابوية المتضررة من الحرائق، حسب حصيلة سنة 2013 للحرائق الغابوية بالمغرب، ما مجموعه 2207 هكتارات من الغابات، نتيجة 411 حريقا وطنيا. يشار إلى أن استراتيجية التدخل تقوم على نظام للمكافحة المتدرجة على أربعة مستويات، يقوم الأول على التدبير والتكفل باندلاع الحرائق من طرف مصالح المندوبية السامية عبر عربات التدخل الأولي والسريع، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية. ويتعزز المستوى الثاني باللجوء، إن دعت الضرورة إلى ذلك، إلى طائرات الدرك الملكي بسعة 1.5 إلى 3 أطنان لمعالجة بؤر الحرائق الأكثر أهمية أو التي يصعب الوصول إليها بالوسائل الأرضية التقليدية. في حين تعمل القوات المساعدة، في المستوى الثالث على حصر الحرائق على الأرض وحماية السكان والتجهيزات الحساسة، فيما تتدخل القوات المسلحة الملكية، مدعومة بطائرات (سي 130) ذات حمولة 12 ألف لتر، في المستوى الرابع، عندما يتعلق الأمر بالحرائق ذات الانتشار السريع، التي تتطلب استعمال مواد لتأخير أو الحد من تقدم النيران.