أجلت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية الزجرية -عين السبع بالدارالبيضاء، أمس الاثنين، أولى جلسات محاكمة كريم الزاز، المدير العام السابق لشركة الاتصالات "وانا"، أو ما بات يعرف بملف "كريم الزاز ومن معه"، على خلفية متابعته في ملف "التهريب الدولي للمكالمات"، إلى غاية الاثنين المقبل. وحضر إلى الجلسة التي دامت نصف ساعة، وانطلقت في حدود الواحدة بعد الظهر، رجل المال والأعمال كريم الزاز في كامل أناقته وحليق الرأس وكان يرتدي قميصا وسروالا أزرقين، إلى جانب 11 متهما، أغلبهم موظفون سابقون وحاليون يعملون بشركة "وانا"، في حالة اعتقال حيث جلسوا في المكان المخصص للمحامين بمحاذاة هيئة الحكم. ووسط حضور غفير من عائلة المتهمين ووسائل الإعلام والمتقاضين الذين رغبوا في تتبع الملف أمام قاعة الجلسات رقم 4، شرع رئيس الجلسة في تلاوة صك الاتهام على كل متهم على حدة بعد المناداة على اسمه، إذ كان كل متهم يستمع للتهم المتابع بها من طرف قاضي التحقيق ثم يعود إلى مكانه، في حين شرع المستشار البرلماني، نورالدين الزعيم الفاسي، في الصراخ داخل القاعة قائلا "أنا بريء من هاد التهم ودوزت خمسة شهور في السجن"، وعندما طالبه رجل أمن بالهدوء، واصل الصراخ، قبل أن يطالبه رئيس الجلسة بالهدوء والعودة إلى مكانه. في السياق نفسه، طالب الممثلون القانونيون لكل من شركة اتصالات المغرب، وميديتل، ووانا من رئيس الجلسة ضم ملفهم إلى الملف الأصلي لمتابعة المتهمين، كما التمسوا من هيئة الحكم قبول طلبهم كمطالبين بالحق المدني في الملف. كما طالب بعض محامي الدفاع بالسراح المؤقت لموكليهم، وهو ما رفضته الهيئة في نهاية الجلسة، في حين لم يتقدم دفاع كريم الزاز، الأستاذ لحلو من هيئة البيضاء بملتمس السراح المؤقت لموكله، معللا ذلك بأن القاضي المكلف بالملف سيتغير خلال الجلسة المقبلة، بالإضافة إلى أن الجلسة أجلت لأسبوع فقط. ويتابع المتهمون 12، حسب قرار الإحالة المكون من أزيد من 400 صفحة، بتهم التزوير في محررات تجارية واستعمالها وصنع عن علم وثائق تضم معلومات غير صحيحة والتزوير في محررات رسمية وعرقلة نظام المعلوميات واختلاس شبكة المواصلات وحيازة بضاعة دون رسم صحيح وخيانة الأمانة واختلاس ميزان خاص بالمواصلات والمشاركة في ذلك ..."، كل حسب المنسوب اليه. وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية باشرت، منذ حوالي السنة، التحقيقات في هذا الملف، بعدما أطاحت هذه الفضيحة المالية بكريم الزاز، المدير العام السابق لشركة"وانا للاتصالات"، والحامل للجنسية الفرنسية، وصاحب شركة Maroc connect، بعدما كشفت تحقيقات مكتب الجريمة الاقتصادية والمالية التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنه متورط في "اختلاس مبالغ مالية قدرت بملايين الدراهم، عبر إنشائه رفقة بعض أصدقائه لست شركات كانت تستقبل المكالمات الدولية، وتحولها إلى مكالمات محلية مع السطو على الأسعار في إضرار واضح بمصالح شركة "وانا"، التي كان "الزاز" على رأس إدارتها العامة، وأن من بين الشركات التي كانت تقرصن المكالمات، هناك "سيارت" و"آه كوم".