قال سفير المغرب بالولاياتالمتحدة رشاد بوهلال، اليوم الخميس، إن مشاركة المغرب في قمة الولاياتالمتحدة - إفريقيا، التي انعقدت من 4 إلى 6 غشت الجاري في واشنطن، شكلت مناسبة لتجديد التأكيد على دور المملكة كمركز مالي ولوجستيكي وصناعي بالنسبة لإفريقيا. وأبرز بوهلال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة وفد مغربي كبير برئاسة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذه القمة، أتاحت أيضا الفرصة لاستعراض مزايا العرض المغربي ومؤهلاته المتعددة، وخاصة استقراره السياسي والماكرو اقتصادي ومناخه السليم للأعمال وبنياته التحتية التي من شأنها أن تجعل منه وجهة مفضلة للاستثمار في إفريقيا. وبعد أن ذكر باللقاءات الرفيعة المستوى، وخاصة منتدى الأعمال، التي نظمت على هامش القمة حول مواضيع مختلفة مثل المجتمع المدني، وتمكين المرأة، والأمن الغذائي والقطاع الطاقي، أوضح بوهلال أن الأنشطة المكثفة التي أجراها أعضاء الوفد المغربي (أزيد من 50 نشاطا) تبرز الأهمية التي توليها المملكة لتطوير العلاقات مع إفريقيا ومع الولاياتالمتحدة، كما تؤكد على الدور الرئيسي للمملكة في تعزيز الاستقرار والأمن والتقدم في القارة. وأبرز، في هذا الصدد، أن العديد من المسؤولين المغاربة أجروا مباحثات مع رؤساء عدد من الشركات الأمريكية الكبرى، سلط خلالها الجانب المغربي الضوء على دور المملكة كمركز مالي ولوجستيكي وصناعي لإفريقيا، حيث قام جلالة الملك منذ اعتلائه العرش بعدة جولات ملكية تماشيا مع رؤية جلالته الهادفة إلى إقامة شراكة رابحة وتضامن في إطار التعاون جنوب جنوب ناجح، مع وضع العنصر البشري في صلب استراتيجيات التنمية المستدامة. كما أكد على أن الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين ومجموعات التفكير أبدوا اهتماما كبيرا بالنموذج الاقتصادي المغربي، الذي يسترشد بالرؤية المستنيرة لجلالة الملك، وقصص نجاح مجموعات الاستثمار المغربية في إفريقيا. وأضاف أنه تم بهذه المناسبة التوقيع على العديد من الاتفاقيات، وخاصة اتفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، واتفاق بين التجاري وفا بنك و(أوفرسايس بريفات أنفيسمنت) والمؤسسة الماليةالأمريكية (ويلز فارغو)، واتفاق بين التجاري وفا بنك وسيتي بنك، ومذكرة تفاهم بين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن و(كوسموس إنرجي) وشيفرون حول تكوين المهندسين من قبل هاتين الشركتين الأمريكيتين في إدارة الأعمال (ماستر في الإدارة) في صناعة النفط، واتفاقية الشراكة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة والجمعية الأمريكية لوكلاء الأسفار. من جهة أخرى، أشار بوهلال إلى أن الوفد المغربي عقد لقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، لبحث القضايا الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية وكذا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وبخصوص إعلان الرئيس باراك أوباما عن عقد القمة العالمية الخامسة للمقاولات، في مراكش يومي 20 و21 نونبر المقبل، أكد السفير المغربي أن هذا الحدث المهم يندرج كليا في إطار التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى تمكين الشباب والنساء من المشاركة الكاملة في التنمية الاقتصادية لبلدهم. ويتعلق الأمر، بالنسبة لبوهلال، باستكشاف كل الفرص الاقتصادية على الصعيد العالمي، ولكن أيضا الإقليمية، مع التركيز على الفرص الهائلة التي تزخر بها إفريقيا. وأكد على أن قمة مراكش ستندرج بكل تأكيد في روح التبادل التي ميزت أعمال القمة الأولى بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا.