عزز المغرب شراكته الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة بتوقيع اتفاقات نفطية مع شركتي «كوزموس» و»شيفرون» في وقت أعلن فيه الرئيس باراك أوباما أن قمة عالمية كبرى للشركات ستعقد في مراكش في نوفمبر المقبل، في وقت أكد فيه خبراء أمريكيون أن المغرب نموذج للشراكة الأمريكية الأفريقية الناجحة. أعلنت شركتا كوزموس انرجي وشيفرون الأمريكيتان عن توقيع اتفاقات نفطية مع المكتب الوطني للهيدروطترنات بينها اتفاقات لتدريب وتأهيل الفنيين المغاربة للاستجابة لحاجات قطاع صناعة النفط، المتنامية في المغرب. جاء ذلك على هامش القمة الأمريكية الأفريقية التي اختتمت أعمالها في واشنطن بمشاركة 50 زعيما أفريقيا بينهم رئيس الوزراء عبد الإله بن كيران. وخلال أعمال القمة أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الدورة المقبلة من القمة العالمية السنوية للشركات ستنعقد يومي 20 و 21 نوفمبر المقبل في مدينة مراكش، وهي أول مرة تعقد في بلد أفريقي. ويشمل الاتفاق النفطي مع كوزموس إنرجي وشيفرون تدريب الطلاب المغاربة في المعاهد والكليات الهندسية في المغرب على أحدث التطورات في صناعة النفط العالمية. ووقع الاتفاق كل من رئيسة المكتب الوطني للهيدروكاربونات أمينة بنخضرا وريج مانهاس، نائب رئيس شركة كوزموس إنرجي، وكينيث سامبل، نائب رئيس شركة شيفرون. وأكدت بنخضرا، أن هذه «الاتفاقية مهمة للغاية لأنها ستطور إمكانات المهندسين الشباب المغاربة في هذا القطاع الاستراتيجي». وأكد مانهاس أن شركة كوزموس إنرجي تولي اهتماما كبيرا للبعد الاجتماعي لنشاطها في المغرب. وقال إنه «إضافة إلى حضورنا التقني، نسعى إلى تعزيز وترجمة التزامنا الاجتماعي في المغرب على أرض الواقع». وأشار إلى أن الشركة الأمريكية تعمل في المغرب منذ عام 2006، وستواصل البحث عن سبل وفرص المساهمة في النهوض بالتعليم العالي في المغرب، مضيفا أن هذه الشراكة بين الجانبين تروم تطوير إمكانيات للبحث في مجال هندسة البترول في الجامعات المغربية. وأضاف أن «هذه المبادرة ستساعد أيضا على تعزيز استراتيجيتنا في البلاد لتطوير قطاع النفط على المدى الطويل.. تأهيل الشباب المغربي سيساهم في تعزيز عملنا وزيادة حضور كوزموس إنرجي في المغرب». من جانب آخر قال غريغ مارتن رئيس مجموعة جاكوبس إنجينيرينغ غروب إن المغرب يمثل نموذجا للشراكة الأمريكية الأفريقية الناجحة بالنسبة إلى المجموعة، التي تعمل في المغرب منذ عام 1999 في إطار شراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط. ونسبت صحيفة الكونغرس الأمريكي (ذي هيل) إلى مارتن قوله إن مجموعة جاكوبس التي تعتبر أكبر الشركات العالمية المتخصصة في الخدمات التقنية والمهنية والبناء، تسعى لتوسيع أنشطتها في قارة أفريقيا. وأضاف أن الشركة «اختارت المغرب لأننا من المعجبين باستقرار ونضج البلد، وبدعمه لحاجتنا الأساسية في العمل بطريقة أخلاقية وشفافة». وتمكن المغرب خلال السنوات الماضية من تحقيق انطلاقة اقتصادية جامحة مستندة إلى الاستقرار السياسي والأمني وزيادة مستوى الشفافية وتعديل القوانين لتواكب أحدث المعايير العالمية، وأصبح أحد أبرز الملاذات الآمنة للاستثمارات العالمية حيث تتدفق عليه الاستثمارات في كافة القطاعات الصناعية والتجارية والصناعية. كما تمكن بفضل ذلك من أن يصبح بوابة لا غنى عنها للاستثمار في قارة أفريقيا. وتركز معظم القوى الاقتصادية العالمية مثل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة واليابان والصين وكندا جهودها في مشاريع التنمية الأفريقية من خلال التنسيق مع المغرب. وعلى صعيد الثروة النفطية منح المغرب عشرات التراخيص لشركات النفط في السنوات القليلة الماضية مدعوما بالاستقرار السياسي والاقتصادي مقارنة مع باقي دول شمال أفريقيا وبمؤشرات متزايدة عن احتياطيات بحرية وبرية محتملة.