14 مليار دولار موجهة للقارة السمراء الحكومة تدعو المجموعات العالمية لاستغلال الفرص الاستثمارية بالمملكة تختتم اليوم الأربعاء قمة واشنطن «إفريقيا –الولاياتالمتحدةالأمريكية»، التي عرفت مشاركة 50 بلدا إفريقيا. وفي وقت أعلن فيه البيت الأبيض عن استعداد المجموعات الأمريكية استثمار 14 مليار دولار أمريكي، دعا وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي هذه المجموعات إلى الأخذ بعين الاعتبار في مشاريعهم الاستثمارية، الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن يقدمها المغرب كأرضية صناعية لتوزيع أنشطتها في إفريقيا. وفي التفاصيل، دعا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الأمريكيين إلى الاستثمار في إفريقيا في إطار شراكات مربحة للجميع، وتبادل الخبرات من أجل تثمين أفضل للثروات التي تزخر بها القارة. كما أشار رئيس الحكومة، خلال لقاء بالقمة، إلى التجربة الهامة للمملكة، والتي يمكن أن تستفيد منها إفريقيا، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة، مذكرا في هذا الصدد ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بورزازات. ويقود رئيس الحكومة وفدا وازنا يضمن كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، والوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، محمد مامون بوهدود، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات، أمينة بنخضرا. كما يعرف منتدى الأعمال، مشاركة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومحمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة «التجاري وفا بنك»، وعثمان بنجلون الرئيس المدير العام لمجموعة «البنك المغرب للتجارة الخارجية»، وكريم حجي المدير العام لبورصة الدارالبيضاء. قالوا في القمة بنكيران: المغرب التزم بتعزيز التعاون جنوب-جنوب لتنمية إفريقيا قال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أول أمس الاثنين بواشنطن، أن الدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس يمنح إفريقيا استقرارا سيساعدها على إطلاق مشاريع لتحقيق تقدم وتنمية مستدامة ومتضامنة، في إطار تعاون فعال. وأبرز بنكيران، خلال جلسة نقاش نظمت في إطار قمة الولاياتالمتحدة إفريقيا التي تنعقد بين 4 و 6 غشت بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، أن «المغرب، الذي حقق تقدما مهما في مختلف مجالات التنمية المستدامة، التزم تحت قيادة جلالة الملك بتعزيز التعاون جنوب جنوب، من أجل تحقيق التقدم والرفاه لسكان القارة». وفي هذا الصدد، ذكر رئيس الحكومة بالزيارات الملكية المتعددة لعدد من بلدان القارة الإفريقية، حيث لقي جلالة الملك استقبالا حارا سواء من قبل رؤساء هذه الدول أو شعوبها، وهو ما يدل على الروابط العاطفية القوية التي تنهل من العلاقات العريقة للمملكة مع القارة. وسجل بنكيران أن المغرب، الذي انخرط تحت قيادة جلالة الملك في سلسلة إصلاحات على مختلف الأصعدة، وذلك في جو من الهدوء حتى قبل الربيع العربي، عرف كيف يحافظ على استقراره، مبرزا المكتسبات المهمة التي حققتها المملكة خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية وحقوق الإنسان. كما أشار رئيس الحكومة إلى التجربة الهامة للمملكة، والتي يمكن أن تستفيد منها إفريقيا، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة، مذكرا في هذا الصدد ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بورزازات. ودعا إلى الاستثمار في إفريقيا في إطار شراكات مربحة للجميع، وتبادل الخبرات من أجل تثمين أفضل للثروات التي تزخر بها القارة. العلمي: التزام المغرب بالشراكة مع إفريقيا يصب في مصلحة الأمريكيين قال وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أول أمس الاثنين بواشنطن، إن التزام المغرب على أعلى مستوى بتعزيز التعاون والشراكة مع إفريقيا يمكن أن يصب في مصلحة الفاعلين الأمريكيين لإقامة مشاريع مشتركة واستثمارات في البلدان الإفريقية وإرساء شراكة مثمرة وذات منفعة متبادلة بين إفريقيا والولاياتالمتحدة. وأبرز العلمي، خلال مشاركته على هامش قمة الولاياتالمتحدة - إفريقيا، التي تنعقد بواشنطن من 4 إلى 6 غشت الجاري، في مائدة مستديرة نظمها (أطلنتيك كاونسيل) حول التقرير الذي أنجزه حول موضوع «الإقلاع الاقتصادي للمغرب قاعدة مركزية تطوير الأعمال في إفريقيا»، التوجهات الاستراتيجية للمملكة، مشيرا إلى العديد من المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، ومزاياه التنافسية، فضلا عن الإصلاحات التي قام بها والمخططات القطاعية التي مكنت البلاد حاليا من الاضطلاع بدور هام في التصور العالمي للاقتصاد، والذي أهله ليصبح مركزا إقليميا. وأكد العلمي أن المملكة تتميز بالخصوص بموقعها الاستراتيجي في القارة الإفريقية، ورأسمالها غير المادي المتمثل في استقرارها المؤسساتي والسياسي، والماكرو اقتصادي، وانفتاحها الاقتصادي، وتسامحها الديني وهويتها المتعددة، وقربها الثقافي مع بلدان القارة، وحضورها في مختلف المجالات، ولا سيما المالية والاتصالات. وأشاد، بهذه المناسبة، بإنجاز هذا التقرير والأهمية التي منحها لتقوية العلاقات الاقتصادية والشراكة بين إفريقيا والولاياتالمتحدة، مؤكدا على أهمية استفادة مجتمع الأعمال الأمريكي من دينامية التنمية والتحول الاقتصادي في إفريقيا الذي يتيح العديد من الفرص. وسجل أن هناك العديد من القطاعات التي يمكن أن تفضي إلى مشاريع في إطار الشراكة الثلاثية الأطراف، في إشارة إلى قطاع الطيران والالكترونيك والسيارات والطاقات المتجددة والبنيات التحتية والتعليم. مريم بنصالح: المغرب له «كافة المزايا» لمواكبة المستثمرين الأمريكيين في إفريقيا أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون، الأحد بواشنطن، أن المغرب لديه «كافة المزايا» لأن يكون «شريكا ذا مصداقية» لمواكبة المستثمرين الأمريكيين في إفريقيا. وأبرزت بنصالح شقرون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركتها في القمة الأولى الولاياتالمتحدة إفريقيا (من 4 إلى 6 غشت) المنظمة بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، أن المغرب، بفضل «خصوصيته الجغرافية والدور الأساسي الذي يضطلع به جلالة الملك لتعزيز التعاون جنوب - جنوب» لديه «كافة الفرص ليكون شريكا ذا مصداقية لمواكبة المستثمرين الأمريكيين في القارة». وبالإضافة إلى موقعه الجغرافي، تقول بنصالح، فإن الخصوصية المغربية تستند أساسا على المبادرات الملموسة التي يقوم بها جلالة الملك في إفريقيا، وخاصة رؤية جلالته من أجل «التكامل جنوب - جنوب والتعاون الثلاثي مع القارة الأمريكية، لا سيما مع الولاياتالمتحدة». وأبرزت أنها مقاربة أصيلة تمت الإشادة بها في نونبر الماضي في إطار البيان المشترك الذي توج لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وذكرت بالجولة التي قام بها جلالته، بضعة أشهر بعد ذلك، إلى العديد من البلدان الإفريقية حيث تم التوقيع على ما لا يقل من 91 اتفاقية، تم إنجاز الثلثين منها تقريبا. واعتبرت أن هناك «إشارات قوية» على البراغماتية التي أبان عنها رجال الأعمال المغاربة الموجودين أصلا في العديد من البلدان الأفريقية لمواكبة الأوراش الهيكلية الكبرى. وأضافت أن رجال الأعمال المغاربة يعرفون كيفية اغتنام «الفرص المتاحة لإقامة شراكات، وخلق تدفقات تجارية وإحداث القيمة المضافة في العديد من القطاعات من قبيل البناء والأشغال العمومية والصحة والتكوين المهني والفلاحة وتصنيع المنتجات النهائية والتوزيع .. وغيرها».