حل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الأحد بواشنطن، لتمثيل جلالة الملك في قمة الولاياتالمتحدة - إفريقيا، التي تنعقد بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، من رابع إلى سادس غشت الجاري. ويقود بنكيران وفدا يتكون على الخصوص من وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، والوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، محمد مامون بوهدود، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات، أمينة بنخضرا. كما يعرف منتدى الأعمال، الذي سينعقد في إطار هذه القمة، مشاركة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، و محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة (التجاري وفا بنك)، وعثمان بنجلون الرئيس المدير العام لمجموعة (البنك المغرب للتجارة الخارجية)، وكريم حجي المدير العام لبورصة الدارالبيضاء. وستشهد القمة، الأولى من نوعها بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا، مشاركة نحو 50 رئيس دولة وحكومة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أكد خلال لقاء القمة الذي جمعه بجلالة الملك، في نونبر الماضي بالبيت الأبيض، على دور المغرب كأرضية "هامة" بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في مجال التجارة والاستثمار. وفي هذا الصدد، اتفق البلدان، خلال البيان المشترك، الذي توج لقاء القمة بين زعيمي البلدين، على استكشاف مبادرات مشتركة للنهوض بالتنمية البشرية والاستقرار من خلال ضمان الأمن الغذائي والولوج للطاقة والنهوض بالتجارة على أساس اتفاقية التبادل الحر. كما اعترف الرئيس الأمريكي ب"الدور الريادي" لجلالة الملك والمبادرات التي أطلقها المغرب في مجالات حفظ السلام بإفريقيا، والوقاية من النزاعات، والتنمية البشرية، والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية. وبخصوص هذه القمة أكد صلاح الدين مزوار، أنها تشكل مناسبة لإبراز مؤهلات المغرب كقاعدة مركزية في خدمة القارة. وأبرز مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المغرب، بفضل الخبرة والتجربة التي راكمها في إفريقيا، أصبح شريكا ذا مصداقية سواء لدى الاتحاد الأوروبي أو لدى الولاياتالمتحدة، في إطار الشراكات مع إفريقيا"، مضيفا أن مشاركة المغرب في هذه القمة الأمريكية الإفريقية تروم المساهمة في بلورة مشاريع تهم بالدرجة الاولى القارة السمراء، والتي تضع البعد الإنساني في صلب استراتيجياتها. وتابع الوزير أن هذه القمة تهدف إلى دعم "نماذج شراكة متضامنة" مفيدة لإفريقيا، مع التركيز على بعد النهوض ب"الأعمال بإفريقيا"، الذي ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار خلال المشاريع التنموية المقبلة. في هذا الصدد، لاحظ مزوار أنه بعد الزيارة الأخيرة لجلالة الملك لواشنطن في نونبر الماضي، تم تسليط الضوء على ثلاثة محاور للتعاون، تهم الأمن الغذائي والسياسات التنموية بإفريقيا، والطاقة والتجارة، مشيرا إلى أن تعزيز الشراكات الثلاثية الأطراف كفيل بالمساعدة على تحقيق الأهداف المنشودة. وأوضح في هذا السياق أن المغرب حقق تقدما ملموسا على مستوى هذه المحاور الثلاثة، مضيفا أن الجولة الأخيرة لجلالة الملك بالعديد من البلدان الإفريقية ركزت على بعض هذه الأوجه. وأشار الوزير إلى أن "جوانب أخرى من التعاون أصبحت مع الوقت أكثر أهمية بالنسبة للشراكات مع إفريقيا، في إشارة إلى البعد الثقافي والأمني والتنمية البشرية". وبخصوص العلاقات بين واشنطن والرباط، سجل مزوار أنه سيتم عقد لقاءات بين المسؤولين المغاربة مع كبريات المجموعات الأمريكية من أجل بلورة مشاريع استثمارية بالمغرب، مذكرا بأن أزيد من 300 مستثمر أمريكي مستقر بالمغرب.