تحظى المملكة المغربية والجهود الملكية المتواصلة من أجل القارة السمراء، ودعم التعاون جنوب جنوب باهتمام بالغ خلال الدورة الأولى لقمة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإفريقيا. وقال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أول أمس الاثنين، بواشنطن، إن الدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس يمنح إفريقيا استقرارا سيساعدها على إطلاق مشاريع لتحقيق تقدم وتنمية مستدامة ومتضامنة، في إطار تعاون فعال. وأبرز بنكيران، خلال جلسة نقاش نظمت في إطار القمة المنتظر أن تختتم اليوم الأربعاء بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، أن "المغرب، الذي حقق تقدما مهما في مختلف مجالات التنمية المستدامة، التزم تحت قيادة جلالة الملك بتعزيز التعاون جنوب جنوب، من أجل تحقيق التقدم والرفاه لسكان القارة". وذكر رئيس الحكومة بالزيارات الملكية المتعددة لعدد من بلدان القارة الإفريقية، حيث لقي جلالة الملك استقبالا حارا سواء من قبل رؤساء هذه الدول أو شعوبها، وهو ما يدل على الروابط العاطفية القوية، التي تنهل من العلاقات العريقة للمملكة مع القارة. من جانبهم، أكد مشاركون في منتدى، انعقد أول أمس الاثنين على هامش القمة ذاتها، أن المغرب يعتبر شريكا رئيسيا من أجل التنمية الاقتصادية بالقارة الإفريقية. وفي هذا السياق، صرح محمد مامون بوهدود، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، أن المغرب يعتبر شريكا رئيسيا للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي واستقراره السياسي، وتجربة الشركات المغربية في عدة بلدان إفريقية. وأبرز بوهدود، خلال منتدى نظمته غرفة التجارة الأمريكية العربية حول موضوع "شمال إفريقيا: تحديات وفرص في المرحلة الانتقالية"، أن "المغرب، الذي يقع في ملتقى الطرق بين إفريقيا وأوروبا، استطاع فرض نفسه كفاعل اقتصادي رئيسي في شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، بفضل استقراره السياسي، وحفاظه على مناخ أعمال منفتح وجذاب للاستثمارات، والخبرة الواسعة للبنوك والشركات المغربية الموجودة ب22 بلدا إفريقيا". وفي هذا الصدد، شدد الوزير على الإرادة الراسخة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تجسيد التزام المغرب تجاه القارة الإفريقية عبر التوقيع على 92 اتفاق تعاون بمناسبة الجولة الأخيرة لجلالته بعدد من البلدان الإفريقية، مضيفا أن الأمر يتعلق بتأكيد دينامية التعاون الجديدة بين الرباط والدول الإفريقية، التي أطلقها جلالة الملك لجعل المملكة محركا للنمو والتنمية بالقارة الإفريقية. من جانبها، أشارت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، إلى أن غياب التكامل الاقتصادي في المنطقة المغاربية يتسبب في إهدار 2,3 في المائة من معدل النمو السنوي لبلدان المنطقة، مضيفة أن الاندماج المغاربي أصبح ضرورة أساسية لمواجهة تحديات التنمية المفروضة على بلدان المنطقة. بدوره، أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون الاقتصادية والتجارية، تشارلز ريفكين، أن منطقة المغرب العربي، التي تعرف تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية سريعة، تقدم فرصا فريدة وغير مسبوقة بالنسبة للشركات المحلية والأمريكية على السواء، داعيا دول المنطقة إلى تشجيع وتنشيط القطاع الخاص ليصبح قادرا على مواكبة التنمية الاجتماعية والتكامل الاقتصادي المنشود. وفي السياق ذاته، أبرز سفير الولاياتالمتحدة في المغرب، دوايت إل بوش، أمام الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين، دينامية الإصلاحات بالمغرب، والتي مكنت المملكة من التموقع كأرضية للخدمات المالية والأعمال بالمنطقة. وأضاف أن "المغرب وضع تدابير ملموسة بهدف تشجيع وحماية الاستثمارات. وقد عززت هذه الإجراءات الانفتاح على العالم وإعادة التنظيم المؤسساتي وتحديثه".