أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وعقيلته الملكة ليتيثيا للمغرب، يومي 14 و15 يوليوز الجاري، دليل على الاهتمام الخاص الذي توليه مدريد لتمتين علاقاتها مع الرباط في مختلف المجالات. أضاف الأكاديمي الأرجنتيني، المتخصص في العلوم السياسية، في مقال بعنوان "تحالف لا محيد عنه" نشرته، أمس الخميس، وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز"، أن زيارة العاهل الإسباني للمغرب، التي تعد الأولى له خارج الاتحاد الأوروبي منذ تنصيبه في 19 يونيو الأخير ملكا على إسبانيا، كانت أيضا مناسبة لتأكيد الروابط التاريخية للصداقة والأخوة والثقة التي تجمع بين الأسرتين الملكيتين في المغرب وإسبانيا. كما اعتبر أن هذه الزيارة، التي رسمت للحكومة الاسبانية سبل تقوية العلاقات الثنائية مع المغرب، تعكس أيضا حرص العاهلين على استمرار علاقة متينة وأخوية بينهما على غرار تلك التي كانت بين جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني والملك خوان كارلوس، مذكرا بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أجرى بالمناسبة مباحثات مع العاهل الاسباني حول عدد من القضايا التي تحظى بالاهتمام المشترك. وفي تقدير كاتب المقال فإن هذه الزيارة تعتبر أيضا اعترافا من مدريد بالدور الطلائعي الذي تلعبه المملكة المغربية كقطب للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا التي تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالتهديدات الإرهابية وتهريب المخدرات وظاهرة الهجرة السرية. وفي هذا الصدد، أبرز الأستاذ في جامعة جون إ ف كنيدي ببوينوس آيرس، أن إسبانيا أشادت باستمرار بالدور الطلائعي الذي يلعبه المغرب بالمنطقة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والحد من الهجرة السرية. ومن جهة أخرى، أبرز الأكاديمي الأرجنتيني فرص الأعمال التي يتيحها المغرب للمستثمرين الإسبان، مذكرا بأن إسبانيا أصبحت في سنة 2012 الشريك التجاري الأول للمغرب متجاوزة فرنسا. وأوضح، في هذا الصدد، أن قيمة صادرات إسبانيا للمغرب في سنة 2013 بلغت 508ر5 مليار أورو، فيما بلغت قيمة وارداتها منه 487ر3 مليار أورو، مضيفا أن إسبانيا تعد أيضا ثاني مستثمر بالمغرب بعد فرنسا بحوالي 17 بالمائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية. كما ذكر بأن العاهلين الإسبانيين تم توشيحهما خلال هذه الزيارة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بقلادة الوسام المحمدي الذي يعد أسمى وسام في المملكة وأن الملك فيليبي السادس استقبل العديد من المسؤولين المغاربة.