اعتبر الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، اعتراف المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، بجهود المغرب في مجال حقوق الإنسان تكريسا للدور الريادي للمملكة في هذا المجال على صعيد شمال إفريقيا. وأضاف الأكاديمي الأرجنتيني، في عمود نشرته، الثلاثاء المنصرم، وكالة الأنباء الأرجنتينية "طوطال نيوز"، أن الزيارة التي قامت بها بيلاي إلى المغرب ما بين 26 و29 ماي الماضي، والتي أجرت خلالها تقييما إيجابيا للتقدم الذي حققته المملكة في مجال حقوق الإنسان تؤكد الأهمية التي يوليها المسؤولون المغاربة لهذه المسألة. وأبرز أغوزينو، وهو أستاذ بجامعة "جون إف. كينيدي" ببوينوس أيرس، أن المغرب، بفضل استقراره السياسي والخطوات التي قطعها في مجال حقوق الإنسان، يعد نموذجا يحتذى في شمال إفريقيا. وقال إن الزيارة التي قامت بها المسؤولة الأممية للمغرب، والتي استقبلت خلالها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تندرج في إطار التزام المملكة بالنهوض بحقوق الإنسان وترسيخ الإصلاحات الديمقراطية. وأضاف أنه فضلا عن المباحثات التي أجرتها مع المسؤولين والمشرفين على إدارة الهيئات المكلفة بالنهوض بحقوق الإنسان، أجرت بيلاي، في جو من الحرية التامة، مجموعة من اللقاءات مع برلمانيين وفاعلين في المجتمع المدني. وأكد، في هذا السياق، على أهمية التصريحات التي أدلت بها بيلاي، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها في ختام زيارتها للمملكة، موضحا أن المسؤولة الأممية أبرزت بالخصوص التطور الذي يشهده المغرب في مجال حماية حقوق الإنسان بفضل قوانينه، سيما دستوره الذي يعطي الأولوية في هذا الصدد للاتفاقيات والمواثيق الدولية. وأضاف الأكاديمي الأرجنتيتي، الذي سبق أن صدر له مؤلف بالإسبانية تحت عنوان "جيو-سياسة الصحراء والساحل"، أن المسؤولة الأممية سجلت بارتياح وتقدير تعزيز حماية حقوق الإنسان بالمملكة من خلال العديد من المؤسسات الوطنية المستقلة، خاصة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الوسيط والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، التي وصفتها ب"التطور القيم"، وكذا وجود مجتمع مدني "نشيط". وبخصوص الصحراء المغربية، أشار الأكاديمي الأرجنتيني إلى أن المسؤولة الأممية أشادت بالدعوات الموجهة إلى خبراء أمميين في مجال حقوق الإنسان من أجل زيارة الأقاليم الجنوبية، مذكرا في هذا السياق بتأكيد بيلاي على أهمية الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة بهذه المنطقة. ونقل، في هذا السياق، عن المسؤولة الأممية قولها "لقد كان فريقي شاهدا على مشاريع تنموية واستثمارات ضخمة قامت بها الدولة في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وسجل كذلك ما أشارت إليه بيلاي من وجود "إرادة على أعلى مستوى من أجل مواصلة الجهود لإرساء دعائم راسخة لحقوق الإنسان في المجتمع المغربي". وبخصوص اعتماد المملكة لسياسة جديدة في مجال الهجرة، وإطلاق عملية واسعة لتسوية وضعية المهاجرين الذين يقيمون بالمغرب بصفة غير قانونية، أبرز الأكاديمي الأرجنتيني أن المسؤولة الأممية نوهت ب"الإصلاحات التي تم اعتمادها في مجال استقبال المهاجرين". وذكر الأكاديمي الأرجنتيني، أيضا، بأن المغرب، بصفته عضوا مؤسسا لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، عمل باستمرار من أجل ترسيخ التعاون والحوار لفائدة حماية حقوق الإنسان. وأشار إلى أن المغرب كان، إلى جانب الأرجنتين، من البلدان التي كانت وراء مصادقة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على القرارات المتعلقة بمسطرة "النهوض بالحقيقة والعدالة وجبر الضرر وضمانات عدم التكرار" و"الاختفاءات القسرية واللاإرادية للأشخاص". كما لم يفت الأكاديمي الأرجنتيني التذكير بمباشرة المملكة لمسلسل الانضمام التدريجي لاتفاقيات مجلس أوروبا حول حماية حقوق الإنسان الأساسية والمفتوحة في وجه البلدان غير الأعضاء.