يحتضن قسم المستعجلات الجراحية في مستشفى الأطفال في الرباط توأما سياميا، أحمد ومحمد الوهابي، الملتصقان على مستوى الحوض، بجهاز بولي وتناسلي واحد، ولهما ثلاثة أرجل، دون أن يستطيع القسم الجراحي إخضاعهما لأي عملية جراحية لفصلهما. وأكد البروفيسور فؤاد الطيبي، رئيس قسم المستعجلات الجراحية لطب الأطفال في مستشفى الأطفال بالرباط، في تصريح ل"المغربية"، استحالة إجراء عملية فصل التوأم أحمد ومحمد، علميا لالتصاقهما على مستوى أعضاء مشتركة، لم يتوصل العلم بخصوصها إلى حلول ممكنة، تتيح فصل التوائم الملتصقة على مستوى أعضاء حيوية، مثل المخ والقلب. وتكمن عدم إمكانية فصل التوأم إلى طبيعة التصاقهما التي تجعلهما يشتركان في جهاز بولي وتناسلي واحد، وهو ما يفيد أن وضعيتهما تفرض عليهما العيش مدى حياتهما ملتصقين، بالنظر إلى استحالة ترجيح حياة أحدهما على الآخر. وبالنظر إلى الوضعية الصحية للتوأم السيامي، فإن والدي أحمد ومحمد رفضا نقلهما إلى بيتهما، ويصران على إخضاعهما لعملية فصل جراحية، اعتقادا منهما أن إحجام المستشفى عن عملية الفصل لها صلة بعدم توفر الإمكانات المادية. وتبعا لذلك، فإن والدة التوأم "تقيم" في المستشفى، حيث تقدم الرضاعة الطبيعية لطفليها وتغير حفاظاتهما، بينما يحرص الأطباء على إخضاعهما للتلقيحات وفقا لجدول التلقيحات الوطني. وأكد البروفيسور الطيبي أن استحالة إخضاع التوأم أحمد ومحمد لعملية فصل، لا ترتبط بغياب الإمكانات المادية أو اللوجستيكية، وإنما بمعيقات علمية وأخلاقية صرفة لا تسمح بإجراء عملية الفصل دون المخاطرة بحياة أحد التوأم. وتحدث الطيبي عن أن هذه الوضعية تجعل الفريق الطبي في قسم المستعجلات الجراحية في حرج مع أسرة التوأم التي تعذر عليها تقبل هذا المعطى العلمي والواقعي، ما جعلها تجتهد في البحث عن جهات طلبا لمساعدتها على إجراء العملية خارج المغرب. وذكر الطيبي أنه تبعا لذلك، قدم تقريرا مفصلا حول الحالة الصحية للتوأم، رفعت نسخة منه إلى بعض السفارات العربية، ومنها سفارة المملكة العربية السعودية، التي طلبت تفاصيل حول الموضوع، بعد اتصال والدة التوأم بمصالحها طلبا للمساعدة. ويرى الطيبي أن من مصلحة التوأم اقتناع الوالدين بالواقع العلمي الذي يفرض ذاته على الأسرة وعلى الأطباء، وبالتالي نقل التوائم للعيش بشكل طبيعي في بيت أسرتهما. وأشار الطيبي إلى وجود حالات مشابهة عبر العالم، في دول غربية وغيرها، مثل إيران، حيث يعيش توأم سيامي بشكل عاد. وأشار الطيبي إلى أن المغرب يسجل عددا ضعيفا لحالات التوأم السيامي، إذ لم تسجل سوى 5 حالات، خلال 16 سنة الماضية، في مستشفى الأطفال بالرباط، إذ لا تسجل إلا حالة في كل 3 سنوات، بعضها قابلة للعلاج، وبعضها لا يمكن فصلها لعدم وجود إمكانات علمية تتيح ذلك. وأفاد البروفيسور الطيبي أن أسباب ولادة أطفال سيامين مايزال مجهولا لدى علماء الطب والبحث العلمي، فيما ترجح أن تكون وراءه أسباب لها صلة بتناول الأم أدوية طبية خلال فترة الحمل، إلا أن ذلك لم يؤكد علميا بعد. يشار إلى أن البروفيسور فؤاد الطيبي ترأس، منذ سنتين، عملية فصل للتوأم سليمة وسلمى، اللتين كانتا ملتصقتين على مستوى البطن وتتوفران على كبد واحد وقلبين ملتصقين بغشاء واحد، إذ توفيت بعد 24 ساعة التوأم سليمة فيما توجد سلمى في وضعية صحية جيدة إلى حدود الآن. واعتبرت هذه العملية الجراحية الأول من نوعها في المغرب لفصل توأم سيامي، واللبنة الأولى نحو إجراء عمليات أخرى في المغرب.