اعتبر المشاركون في منتدى "إفريقيا المستقبل"، أن بناء إفريقيا المستقبل رهين بالاستثمار في التنمية البشرية، ووضع الشباب الإفريقي في صلب هذه التنمية (سوري) وذلك من خلال توفير تكوين وتعليم يكون متلائما مع واقع القارة، ويجعل من الشباب رافعة مهمة لتحقيق التنمية المنشودة. وشدد المشاركون في هذا اللقاء، الذي اختتمت أشغاله أول أمس السبت، على هامش فعاليات الدورة 17 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، على إدراج تاريخ القارة الإفريقية ضمن المناهج الدراسية، من أجل تعرف الشباب الصاعد على ثقافة قارتهم، وإشراك المنتوج السمعي البصري في تكوين هؤلاء الشباب. وأجمع المشاركونفي منتدى المهرجان، الذي استحدث قبل عامين، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على أن إفريقياغنية، وتتوفر على المادة الأولية، ومن أهم ثرواتها الثروة الديمغرافية. ودعا المشاركون، وضمنهم مؤرخون وعلماء أنثروبولوجيا، وسينمائيون، ومفكرون وباحثون، إلىالاهتمام بالثقافة، باعتبارها وسيلة وأساسا لحل النزاعات وفتح قنوات الحوار وإيجاد الحلول للعديد من مشاكلالقارة، معتبرين أن الثقافة تعد الخيار الأمثل للتقريب بين الشعوب، وهو ما يسعى إلى تكريسه مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة. ونوه المشاركون بدور المهرجانفي التذكير بالروابط المشتركةبين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وتعزيزها في أفق بناء إفريقيا المستقبل، موضحين أن المغرب أضحى يشكل نموذجا للتعاون جنوب-جنوب، وأنه اختار نسج علاقات قوية مع البلدان الإفريقية، لا تتأثر بتبدل الأوضاع السياسية في هذا البلد أو ذاك، بالنظر إلى الموقع المتميز للمغرب، في شمال إفريقيا، وعلى بعدكيلومترات من القارة الأوروبية، ما جعله يتأرجح تاريخيا بين لعب دور همزة الوصل كمعبر قاري، وبين طموحه في التفاعل مع هذا الموقع، للعب دور متميز على الساحة الدولية. وأوضحت بعض المداخلاتأن الزيارات الملكية الأخيرة لعدد من البلدان الإفريقية أعطت بعدا جديدا لهذا التحول في علاقات المغرب بدول القارة، ما أسهم في تركيز اهتمام المجتمع برمته حول العمق الإفريقي للمغرب، المعزز تاريخيا وروحيا ودينيا وصوفيا ودستوريا واقتصاديا، مضيفة أن دستور يوليوز 2011 جاء ليؤكد العمق الإفريقي في الهوية المغربية. وتوقف المتدخلونعند مجموعة من القضايا الخاصة بالقارة السمراء، وتطرقوا إلى مشاكل مختلفة تتقاسمها كل الدول الإفريقية، ومن بينها مشكلة الحدود، والحروب، والانتماء، والهوية، والهجرة. وخلال افتتاح المنتدى الثالث، الذي اختير له هذه السنة شعار "ملتقى إفريقيا المستقبل"، قالت نائلة التازي، مديرة المهرجان، إن إفريقيا كانت دائما حاضرة في مهرجان الصويرة وفي تاريخ المغرب، من خلال اهتمامه بالقارة السمراء منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس، وصولا إلى عهد جلالة الملك محمد السادس، الذي أظهر الرغبة الكبيرة للمغرب في تحقيق الرؤية الجديدة للتعاون جنوب-جنوب. وتمحورت أشغال المنتدى، المنظم على مدى يومين، حول عدد من المواضيع، همت "إفريقيا والعولمة تاريخ طويل"، و"من أجل تدريس تاريخ إفريقيا بالمغرب"، و"إعادة التفكير في العلاقات التاريخية بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، من خلال دراسة الأقليات الدينية والعرقية: اليهود المنحدرون من الصحراء"، و"التنقل الحر للأشخاص بإفريقيا: واقع وتحديات"، و"مستقبل وتمازج إفريقيا" و"لمحات متقاطعة بين موسيقى كناوةوموسيقى اليارما في بوركينافاسو"، و"الموسيقى لدى حراطين موريتانيا"، و" أي أوروبا بالنسبة لإفريقيا حرة ومزدهرة : مكانة ودور النساء"، و" كيف نجعل من الشباب الإفريقي رافعة للتنمية". وشارك في المنتدى كل من دولايكوناتي، مدير جمعية المؤرخين الأفارقة، وكاثرين كوكري فيدروفيتش، أستاذة متمرسة بجامعة باريس ديدرو، ومصطفى الحسني الإدريسي، خبير تربوي بكلية علوم التربية بالرباط، وأعومر بوم، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا، وخالد شكراوي، أستاذ التاريخ والسياسة الأنثروبولوجيا بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس، ورشيد بلباج، باحث وأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية،وأيسياكا ماندي، أستاذ لعلوم السياسية في جامعة كيبيك، ومصطفى النعيمي، أستاذ وباحث بالمعهد الجامعي للبحث العلمي،وأورسولاشولز أبو بكر، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالرباط، وايليو نور ياميوغو، مخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريو، وآلان جوزيف سيساو، عالم أنثروبولوجيا وباحث في معهد العلوم المجتمعية بالرباط، وعبد الرحمان نكايدي، أستاذ بجامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار، وأميناتا تراوري، سياسية وكاتبة من بوركينافاسو، والصديق أبا، رئيس تحرير مجلة "جون أفريك".