دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الصين والدول العربية إلى بذل جهود مشتركة، وتنفيذ بناء طريق الحرير البري والحزام البحري لهذا الطريق. وشدد شي، في كلمة افتتح بها الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصينى العربى، أمس الخميس ببكين، على ضرورة الدفع بروح طريق الحرير وتعميق التعاون بين الصين والعالم العربي. ويشير "حزام واحد وطريق واحد" للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن 21، وهو مفهوم وضعه شي خلال زيارته لجمهوريات وسط آسيا وجنوب شرق آسيا، في 2013. وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده والدول العربية بحاجة، خلال المفاوضات الخاصة ببناء طريق الحرير، إلى التحلي بالحكمة وتبادل الأفكار الجيدة من أجل تحقيق النتائج المتوخاة في المساعي المشتركة، حتى يحقق تطوير (حزام واحد وطريق واحد) مصالح الطرفين ويبدد مخاوفهما. وفي ما يتعلق بتنفيذ هذا المشروع، قال شي إن الصين والدول العربية مدعوان لبذل أقصى الجهود للاستفادة من المميزات، واستثمار الإمكانات، وتحقيق إنجازات كبرى من الجهود التي تمت مراكمتها. وأضاف أن "المشاركة تعني أن على الصين والدول العربية جعل المزيد من الإنجازات التنموية تعود بالنفع على مواطني الجانبين بشكل عادل وبناء مجتمع المصالح المشتركة والمصير المشترك". وأعلن الرئيس شى جين بينغ أن الصين والدول العربية قررا اعتبار 2014 و2015 عامي الصداقة الصينية العربية "وسوف يجري، بهذا الخصوص، القيام بسلسلة من التبادلات الودية، وفقا لإطار محدد". وقال إن الصين والدول العربية يحتاجان فقط، "أثناء بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن 21، للاعتماد على صداقتهما التقليدية وتعزيزها". وذكر شي أن الجانبين سيواصلان تنظيم المهرجانات الفنية والتبادلات الثقافية الأخرى على نطاق أوسع، إلى جانب تشجيع المزيد من طلبة الجانبين لمتابعة دراستهم في جامعات الجانب الآخر، وتعزيز التعاون في مجال السياحة والطيران والإعلام والنشر. وأضاف شي أنه خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، ستدرب الصين 6 آلاف شخص آخرين من البلدان العربية في مختلف المجالات وستتبادل مع الدول العربية الخبرات في التنمية ومحاربة الفقر والتكنولوجيا المتقدمة. وخلال السنوات 10 المقبلة، ستنظم الصين زيارات متبادلة ل 10 آلاف فنان صيني وعربي، وستشجع وتدعم التعاون بين 200 مؤسسة ثقافية صينية وعربية، وستدعو 500 من العاملين في المجال الثقافي والفني من البلدان العربية لحضور دورات تدريبية في الصين وستقدم لهم الدعم. وحضر أعمال منتدى التعاون الصيني العربي حوالي 200 ضيف من الصين والبلدان العربية، من بينهم رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وأمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربى، ووزراء خارجية الدول العربية أو من ينوب عنهم. وشارك المغرب في هذه الدورة بوفد ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار. وترأس مزوار الاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية العرب، كما ترأس جلسة العمل الثانية لمنتدى التعاون العربي الصيني، عن الجانب العربي.