دعا السفير الصيني في المغرب، سان شوزهونغ، إلى إعادة إحياء "طريق تجارة الحرير" الذي ربط في الماضي بين الصين وأجزاء من العالم العربي وذلك عبر تعزيز الشراكة الاقتصادية والثقاقية بين بكين وهذه العواصم العربية. جاء ذلك خلال ندوة أقيمت يوم الإثنين بالعاصمة المغربية الرباط، نظّمتها جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، تناولت آفاق التعاون المستقبلية بين الرباطوبكين، والدور الذي لعبه الرحالة المغربي ابن بطوطة في تعريف الصينيين بالحضارة العربية، باعتباره أبرز الأعلام الثقافية المغربية التي أرّخت لعلاقة العرب بالشعوب الآسيوية. وفي كلمة له خلال الندوة، قال السفير الصيني في المغرب سان شوزهونغ إنه يجب على الصين وشركائها في أفريقيا والعالم العربي العمل على إعادة إحياء "طريق تجارة الحرير" باعتباره رابطًا ثقافيًا واقتصاديًا. وطريق الحرير هو شبكة من الطرق كانت تسلكها القوافل التجارية قديمًا برًا وبحرًا، تربط مناطق جنوب آسيا وبشرقها وبأوروبا والمنطقة العربية وشمال أفريقيا، حيث تتوجّه هذه القوافل إلى الصين لاستيراد الحرير الذي تعرف به هذه المنطقة مقابل أنواع أخرى يتم تسويقها هناك، وازدهر من خلال هذه المعاملات التجارية التبادل الثقافي والحضاري بين شعوب هذه المناطق. وأضاف "شوزهونغ" أن الصين تهدف لربط علاقات سياسية واقتصادية وثقافية قوية مع المغرب، عبر استثمار الرصيد التاريخي بين البلدين، والموقع الجغرافي المتميز للمغرب المنفتح على أفريقيا وأوروبا. وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى إعادة إحياء هذا الطريق الاقتصادي (طريق الحرير)، وخلق شبكة للتعاون الاقتصادي تستجيب لتطلعات اقتصادات البلدان العربية والأفريقية في التطور والنمو. واعتبر السفير الصيني أن على المغرب والصين أن تعملا على تعزيز التعاون السياسي والحوار حول مختلف القضايا التنموية التي تهم الجانبين، وأن إعادة بناء تكتل اقتصادي يربط الصين بالدول العربية والإفريقية وفي مقدمتها المغرب سيسهم بشكل كبير في دعم فرص نمو اقتصادات هذه البلدان، معبرًا عن أمله في خلق فضاء للتبادل الحر بين المغرب والصين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري. من جانبه، اعتبر المؤرخ المغربي، عبد الهادي التازي، أن الدور الذي قام به ابن بطوطة في ربط الشرق بالغرب، حيوي وهام في تاريخ شعوب العالم. وأضاف: "هذا الرحالة المغربي الذي خرج من طنجة في أقصى شمال المغرب في رحلات استكشافية إلى مناطق عدة، أسهم في التعريف بالعرب وحضارتهم لدى شعوب تفصلها عن هذه المنطقة آلاف الكيلومترات كالصين والهند". واعتبر التازي أن نصب الصينيين لتمثال للرحالة ابن بطوطة يعكس التقدير الذي يتمتع به هذا الرحالة المستكشف في الذاكرة الثقافية لهذا الشعب، والإسهامات التي قدّمها لتعزيز الروابط الحضارية بين العرب والصين. وكان وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" قام بزيارة إلى المغرب في شهر ديسمبر الماضي في إطار جولة له بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط قادته إلى كل من فلسطين وإسرائيل والجزائر، بهدف تعميق العلاقات الثنائية بين الصين ودول هذه المنطقة، وتزامنت زيارته إلى المغرب مع الذكرى 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الرباطوبكين. وعبّر وزير الخارجية الصيني، خلال لقائه بالعاهل المغربي، "عن مساندة بلاده لجهود التحديث والتنويع التي يقوم بها المغرب"، وتقدير الصين "للدور الريادي" الذي يلعبه المغرب بالمنطقة، مؤكدا إرادة الرئيس الصيني في إعطاء "دفعة جديدة للعلاقات التقليدية الممتازة التي تجمع البلدين"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي في حينه. وتتواجد بالمغرب نحو 20 شركة صينية يتركز نشاطها في أعمال البناء وتشييد القناطر، فيما بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين البلدين 3 مليارات و360 مليون دولار خلال السنة الماضية. *وكالة الأناضول