أسدل الستار على الأيام الصيدلانية الحادية عشرة، التي ناقشت موضوع الاستعمال الآمن للأعشاب الطبية، أخيرا، في كلية الطب والصيدلة في بوجدة، بالتركيز على ضرورة الرفع من قيمة الأعشاب الطبية، في أفق استعمالها الآمن في المجال الصيدلي وذلك لما تشكله الأعشاب والنباتات من مخاطر على صحة الإنسان، تصل حد الموت، عند مخالفة القواعد الآمنة. يأتي ذلك في ظل ما يتسبب فيه الاستعمال الخاطئ وغير الآمن للأعشاب الطبية بالمغرب من مشاكل صحية، إذ تسببت في 16.7 في المائة من مجموع التسممات المعلن عنها لدى المركز الوطني لمحاربة التسممات، سنة 2013. وأفادت مصادر طبية أن سعاد الصقلي، طبيبة بالمركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، رصدت العديد من الجوانب، التي تثير القلق حول الاستعمال غير الآمن للأعشاب الطبية، ودعت إلى تعبئة جميع المتدخلين، كل حسب مجال تدخله، لخفض نسبة وعدد التسممات الناتجة عن الاستعمال الخاطئ للأعشاب، التي أخذت في التزايد، خلال الفترة الأخيرة، حسب الاختصاصية ذاتها. وناقشت الأيام العلمية التهافت المضطرد للمواطنين على استعمال الأعشاب، دون التقيد بقواعد السلامة والأمن الصحي، رغم ما يتسبب فيه ذلك من مخاطر على الصحة وعلى جودة العلاجات المتبعة للشفاء من أمراض معينة، ودعا المشاركون في اللقاء إلى رفع الوعي بخطورة استعمال الأعشاب من قبل غير العارفين بطرق استعمالها الآمن. ومن الأمثلة التي رصدها النقاش، استعمال عشبة "برزطم" من قبل العديد من مرضى السرطان، وهو ما يحتاج إلى أكثر من تعبئة وتحسيس وتوعية وسط المواطنين، وأعشاب أخرى تؤثر على وظيفة الكلي وترفع احتمالات التعرض لحصص التصفية. كما تطرق اللقاء إلى ضرورة الاستجابة إلى طلبات المواطنين، من خلال دعوة الصيادلة إلى الانخراط في متابعة التكوين في المجال، لضمان التوظيف الآمن والإيجابي للأعشاب، مع حث مصنعي الأدوية إلى تمكين المهنيين في الصحة من منتوجات علاجية مستخلصة من الأعشاب، تمنح الأمان الأكبر وتستجيب لطلبات المواطنين في العلاجات بالأعشاب، وفق قواعد السلامة الصحية والعلمية. وذكرت المصادر أن صيادلة بوجدة ينكبون على دراسة نوع الأعشاب المنتشرة بالمنطقة لوضع خريطة انتشار الأعشاب، ستقدم نتائجها لمهني الصحة. كما تطرقت المداخلات إلى استعمال الزيوت الأساسية، وفوائدها واحتياطات عدم التعرض لتسمماتها. من جهة أخرى، أعلن المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، عن تسجيل حالات للتسمم ناتجة عن استعمال عشبة "الدغموس"، التي تتفاوت حسب الكمية وحسب الجانب المستعمل من العشبة وطريقة التحضير. وتتمظهر أعراض التسمم بهذه العشبة في حدوث مشاكل على المستوى الهضمي وحرقة معدية ومعوية، وارتفاع في ضغط الدم، كما يمكن أن تتطور الأعراض إلى الدخول في غيبوبة، حسب نشرة إنذارية لمركز محاربة التسممات. وتفيد النشرة الإنذارية أن وضع "الدغموس" على الجلد يتسبب في حساسية مفرطة، وعلى العين ينتج عنه حساسية والتهاب يمكن أن يصل إلى حدود فقدان البصر.وينضاف إلى ذلك تحذير من استعمال "زيت الشيح" بشكل عشوائي وخارج قواعد السلامة الصحية.