يتجه المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية إلى تمكين محمد نبيل بنعبد الله من ولاية ثانية لقيادة الحزب. وشهد المؤتمر، أمس الأحد، "فائضا" في أعداد المرشحين للجنة المركزية، التي يعود إليها التصويت على الأمين العام، بأزيد من ألف مرشح، ما دفع إلى مراجعة شروط الترشح لهذا المنصب، لتقليص العدد. وبمتابعة "المغربية" لنقاشات المؤتمرين، تبين أن المؤتمر يستكمل أشغاله وفق ما يطمح له أنصار بنعبد الله، ودون مفاجآت بالمنافسة على كرسي الأمانة العامة. ويعتمد محمد كرين، القيادي في الحزب وأبرز المنافسين لبنعبد الله، على الدفاع عن الأسس الإيديولوجية للحزب، كمقومات يحشد بها الدعم لترشحه لمنصب الأمانة العامة، إلا أن مصادقة المؤتمر على التقرير السياسي، الذي دافع عن مشاركة الحزب في الحكومة، تضمن رسائل للمنافسين المحتملين لبنعبد الله، مفادها أن المؤتمر يتجه إلى تجديد الثقة فيه لولاية ثانية. من جانب آخر، أعلنت لجنة الفرز في المؤتمر أن عدد المشاركين وصل إلى 2137 مؤتمرا، منهم 2024 يمثلون الفروع الإقليمية، و28 عن المنظمات الموازية، و58 عن القطاعات السوسيو مهنية، و27 من مغاربة العالم، فضلا عن ثلاثة مؤتمرين، يمثلون ضيوف المؤتمر من قدماء المناضلين ومؤسسي الحزب. ويمثل الجيل الأول من المؤتمرين 11 في المائة، والجيل الثاني 7 في المائة، والجيل الثالث 18 في المائة، والجيل الرابع، الذي التحق بالحزب بعد سنة 2000، نسبة 64 في المائة من المؤتمرين. وحسب تقرير لجنة الانتداب، فإن نسبة فئة المؤتمرين أقل من 35 سنة تصل إلى 35 في المائة بالنسبة للإناث، و64 في المائة بالنسبة للذكور، فيما أصغر مؤتمر ازداد سنة 1998، وأكبرهم ولد سنة 1931. وصادق المؤتمر، في أول جلسة عامة، على تقارير لجنة الانتداب والترشيحات والفرز، التي تضفي الشرعية القانونية على المؤتمر وعلى تقرير اللجنة السياسية واستراتيجية عمل الحزب، وتقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. كما صادق المؤتمرون على التقرير السياسي، مانحين تأشيرة التزكية لبنعبد الله في مواصلة تحالفه مع حزب العدالة والتنمية في الحكومة، وعلى تقرير اللجنة الاقتصادية، الذي تضمن تصور الحزب للنموذج التنموي بالمغرب، الذي يرتكز على منطق داخلي موجه إلى "الاستجابة لحاجيات المواطنين، مع ما يفرض من إعادة توجيه تنمية البلاد، لضمان التوازن بين السوق الداخلي والسوق الخارجي". كما يرتكز هذا التوجه على "ضرورة التخطيط والتحكم في الاقتصاد، لخدمة التنمية البشرية المستدامة، واعتماد رؤية مخططة للتنمية مبنية على الاستدامة وإعداد التراب والجهوية". وتواصلت، بعد ظهر أمس الأحد، عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب، التي ستمكن المتنافسين على القيادة من دخول حلبة المنافسة. وكان بنعبد الله الأوفر حظا للظفر بولاية ثانية على رأس الحزب إلى غاية سنة 2018.