نظمت المديرية الجهوية للصحة، بجهة الرباطسلا زمور زعير، أول أمس الثلاثلاء، بالرباط، ندوة حول المخطط الجهوي لعرض العلاجات بالجهة وتهدف الندوة إلى إعلام وتحسيس الشركاء والفاعلين في قطاع الصحة بالجهة بأهمية المخطط الجهوي لعرض العلاجات، بغية بلورة مخطط جهوي يحقق ديمقراطية المنظومة الصحية، وتوفير عرض صحي منصف ومندمج وفعال لسكان الجهة. وقال عبد الإله البلغيثي، الكاتب العام لوزارة الصحة، إن "العمل على بلورة مخطط جهوي لعرض العلاجات بجهة الرباط يدخل في إطار مقتضيات الدستور، التي تنص على تعزيز وحماية وتحسين الصحة والمساواة في الحصول على الرعاية الصحية للسكان". وأضاف البلغيثي، في افتتاح الندوة، أن إعداد هذا المخطط سيكون بشراكة مع كل الفاعلين بالمنظومة الصحية، وباقي المتدخلين والشركاء المؤسساتيين، والقطاع الصحي الخاص والجماعات الترابية والمنتخبين، وممثلي المجتمع المدني، من خلال تقديم آرائهم ومقرحاتهم، وكذا العلاجات بالجهة بشكل متكامل وعادل. من جهته، قال صلاح الدين بناني، المدير الجهوي للصحة بجهة الرباط، إن "اعتماد المقاربة التشاركية سيمكن من وضع مخطط رئيسي لعرض العلاجات، يضمن تحقيق الديمقراطية في المنظومة الصحية بالجهة". وذكر بناني أن الحكومة جعلت القطاعات الاجتماعية، خاصة قطاع الصحة، من خلال ضمان الولوج المتكافئ للخدمات الصحية، وضرورة تسطير أهداف واقعية وطموحة وقابلة للتحقيق في أفق 2016، والعمل على تعزيز ثقة المواطن في منظومته الصحية في إطار تشاركي مع كافة المتدخلين. وأضاف أن وزارة الصحة عملت على ترجمة هذه التوجهات والالتزامات إلى برنامج عمل، يسعى إلى إعادة تأهيل القطاع الصحي، ويقوم على ثلاث مقاربات متكاملة، تتمثل في المقاربة الحقوقية، التي تهدف إلى دمج كل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالحق في العلاج والعناية الصحية، وكذا المعاهدات والمواثيق الدولية، والمقاربة التشاركية، التي تضمن الديمقراطية الصحية، من خلال إشراك جميع الفعاليات في ورش الإصلاح ضمن إطار مسؤول وشفاف، يربط المسؤولية بالمحاسبة، والمقاربة المنظوماتية، التي ترتكز على تحقيق التناسق والتناغم بين جميع المتدخلين في القطاع للرقي بجودة الخدمات الصحية وتحسين مستوى أداء المؤسسات الطبية. وأبرز المدير الجهوي للصحة أن الاستراتيجية المتبعة تهدف إلى تبني سياسة التعاون في مجال الصحة بين القطاعات العمومية، والجماعات الترابية، والجمعيات المدنية، والمنظمات الدولية، قصد الرفع من مستوى الخدمات الصحية والتحسيس والوقاية، خاصة في العالم القروي. وأشار بناني إلى أن جهة الرباطسلا زمور زعير تعرف برمجة مجموعة من المشاريع البنيوية الصحية، خاصة في المجال الاستشفائي، بإعادة بناء المستشفى الجامعي ابن سيناء وفق المواصفات العالمية الجديدة، وإعادة بناء المستشفى الجهوي مولاي يوسف، ليستجيب للحاجيات الاستشفائية الجهوية. وبمدينة سلا، تحدث بناني عن تشييد وبناء مستشفى إقليمي متعدد الاختصاصات، ودراسة مشروع بناء مستشفى إقليمي بمدينة الخميسات، وافتتاح المستشفى الإقليمي قريبا بتمارة، وانطلاق تشييد مستشفى محلي بمدينة تامسنا. وأكد المدير الجهوي للصحة أن تعزيز هذه الشبكة سيحد من المشاكل الصحية، بتقريب الخدمات الاستشفائية إلى جميع سكان الجهة، وتخفيف الضغط على المستشفى الجامعي ابن سيناء، ليلعب الدور المنوط به في تقديم الخدمات العلاجية الرفيعة المستوى. وذكر، في السياق ذاته، بالمجهودات التي تقوم بها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، بدعم المرضى المصابين بالسرطان بالجهة، عبر اقتناء الأدوية والتجهيزات، وتشييد وتأهيل مختلف مراكز التكفل، فضلا عن الدور الفعال للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي خفف من العجز في العرض الصحي بالنسبة للمناطق النائية والفئات الهشة.