خلدت الكلية الأوروبية بوارسو، التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، يوم المغرب بحضور طلبة المؤسسة الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة والأساتذة، إلى جانب سفير المغرب ببولونيا، يونس التيجاني. قدم سفير المغرب، خلال هذه التظاهرة التي تميزت بعزف النشيد الوطني، عرضا حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي باشرتها المملكة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعرش، وكذا حول علاقات المغرب مع كل من بولونيا والاتحاد الأوروبي. واستعرض السفير جودة العلاقات المغربية البولونية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مؤكدا أنه يتعين على الرباط ووارسو العمل أكثر من أجل الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية، لا سيما وأن البلدين يتوفران على مؤهلات اقتصادية وفرص هائلة للاستثمار، سواء في شمال إفريقيا أو بشرق أوروبا. وبعد التذكير بالاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، أشاد السيد التيجاني بقرار متعهدي الأسفار البولونيين جعل المغرب وجهة سياحية متميزة بالنسبة للسياح البولونيين. وقال إن "المملكة تولي أهمية خاصة لتعزيز تدفق السياح البولونيين إلى المغرب، الذي سجل منذ 2001، تطورا ملحوظا ليبلغ في 2013 أزيد من 50 ألف سائح"، مضيفا أن عدد السياح البولونيين الذين يزورون المغرب يرتقب أن يبلغ حوالي 100 ألف سائح خلال السنوات المقبلة. كما تطرق إلى العلاقات المتميزة التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي، الذي يعد المانح الرئيسي للكلية الأوروبية بوارسو في ما يتعلق بالتجهيزات والمنح وتداريب التكوين، مستعرضا الاتفاقات الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي منذ الاتفاق التجاري في 1969 إلى حين المصادقة، في أكتوبر 2008، على الوثيقة المشتركة بشأن الوضع المتقدم الذي يسعى إلى تعزيز مكتسبات العلاقات بين الجانبين والنهوض بمبادرات جديدة طموحة ومبتكرة. وأضاف أن الجانبين يجريان مفاوضات بشأن توقيع اتفاق للتبادل الحر شامل ومعمق وشراكة من أجل التنقل، مؤكدا أن أوروبا تعد مكونا هاما بالنسبة لمستقبل المغرب الذي لا يتنكر لجذوره وانتماءاته المتعددة، وكذا خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه. واعتبر أن شراكة مربحة للطرفين تعد ضمانة من أجل تحقيق الاستقرار المستدام والازدهار والسلم بالجوار القريب للاتحاد الأوروبي والمغرب. ويتابع ثمانية طلبة مغاربة دراساتهم بالكلية الأوروبية التي فتحت أبوابها بوارسو في 1992، وتعد اليوم رائدة في مجال الدراسات الجامعية الخاصة بالتطورات الجديدة التي يشهدها الاتحاد الأوروبي، حيث يتضمن مسارها التعليمي دراسات أوروبية متعددة التخصصات تشمل على الخصوص المؤسسات الأوروبية والقانون والعلوم الاقتصادية والسياسية بالاتحاد الأوروبي. وتستقطب الكلية طلبة ينحدرون من بلدان خارج أوروبا في سعيهم نحو تجربة متعددة الثقافات ومسار مهني دولي.