أشاد برلمانيون بولونيون ومنتخبون محليون بمدينة سوسنوفيتش ( 260 كيلومتر جنوب العاصمة وارسو) بالإصلاحات السياسية والاقتصادية "الذكية" التي أطلقها المغرب قبل "الربيع العربي". ونوه النائب ياروسلاف بيتا والسيناتور بوغوسلاف سيميغيلسكي، وعمدة المدينة كازيمير غورسكي، في لقاء عقدوه أمس الإثنين مع وفد مغربي يقوده سفير المغرب بوارسو يونس التيجاني، بما تنعم به المملكة من استقرار يجعل منها نموذجا في المنطقة.
وأبرزوا الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي قام بها المغرب، وكذا إرادة الاتحاد الأوروبي في تعزيز الشراكة مع الرباط.
ودعا المسؤولون البولونيون إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والثقافية بين بولونيا والمغرب، باعتبارهما بلدين صاعدين في محيطيهما الإقليميين، بأوروبا الشرقية والوسطى بالنسبة لبولونيا، وبإفريقيا بالنسبة للمغرب.
وأشاروا إلى أهمية جعل القطاع السياحي قاطرة للدفع قدما بهذه الشراكة، حاثين على تعزيز الربط الجوي بين إقليم كاتوفيتسي ومدن أكادير والصويرة ومراكش، وهي الوجهات الثلاثة التي تلقى إقبالا واسعا من طرف السياح البولونيين (حوالي 50 ألف سائح بولوني زار المغرب سنة 2013).
وتوقع عمدة مدينة سوسنوفيتش، التابعة لإقليم كاتوفيتسي وعاصمة جهة سيليزا، أن يرتفع عدد السياح البولونيين الوافدين على المغرب من منطقة سيليزيا خلال الصيف المقبل، موضحا أن المملكة ستصبح الوجهة الرئيسية للبولونيين بالنظر إلى "الاضطرابات التي تشهدها بلدان بالمنطقة".
ودعا إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، منوها بعقد التوأمة المبرم بين مدينته والدار البيضاء. كما أبرز تنامي التبادل بين المدينتين في إطار هذا العقد، مشيرا إلى إحياء فرق موسيقية مغربية، بصفة منتظمة، لحفلات بسوسنوفيتش تشكل فرصة لسكان المدينة لاكتشاف الموسيقى المغربية الغنية.
من جانبه، استعرض السفير المغربي الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أطلقها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن مسار الإصلاح بدأ قبل الاضطرابات التي عرفتها بعض دول المنطقة. وقال إن المغرب ماض قدما على درب هذه الإصلاحات ويولي أهمية كبيرة للحكامة الجيدة واحترام حقوق الإنسان.
وأعرب السيد التيجاني عن تأييده لوجهة نظر المسؤولين البولونيين بخصوص ضرورة إعطاء نفس جديد سواء للشراكة الثنائية أو للتعاون بين جهات وأقاليم البلدين.
وفي ما يتعلق بالسياحة، أكد السيد التيجاني أن المغرب يولي أهمية خاصة لسوق أوروبا الشرقية والوسطى ويراهن على مضاعفة عدد السياح البولونيين في أفق 2020 ليصل إلى 100 ألف سائح.
ويضم الوفد الذي يقوده السيد التيجاني السيد آيت سليمان عبد الرحيم، مستشار بسفارة المغرب بوارسو، ورئيس جمعية أصدقاء المغرب ببولونيا السيد جلال بنسعيد وأعضاء بالجمعية ذاتها.
وشارك الوفد المغربي في منتدى "نقل التكنولوجيات الجديدة..ابتكارات وتجويد" الذي استقبل المغرب كضيف شرف. وتعتبر منطقة سيليزيا، التي ينظم بها هذا المنتدى، أكثر مناطق بولونيا تصنيعا، وتسجل أدنى معدلات البطالة (6,2 في المائة)، كما أن المداخيل مرتفعة بها بنسبة 20 في المائة مقارنة مع المعدل الوطني.