أفادت مصادر مطلعة أن لجنة متعددة التخصصات في معهد باستور تشتغل على مشروع خاص بإعادة تشغيل وحدة صناعة الأمصال في المعهد بما فيها تلك المخصصة لمقاومة داء السعار عند الإنسان، في سعي لاقتصاد النفقات المالية على استيراد الأمصال بالعملة الصعبة، والتي تقدر بملايير السنتيمات. واعتبرت مصادر "المغربية" أن من شأن إحياء وحدة إنتاج الأمصال في المغرب، توفير العديد من النفقات المالية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأمصال، سواء منها المضادة لداء السعار عند الإنسان أو الكزاز، والأمصال المضادة للسعات العقارب، حتى لا يظل المغرب رهينا بما يوفره السوق الدولي من هذه المادة، وتجنبا لنفاد مخزون الأمصال من المصدر عالميا، لما لذلك من أثر سلبي على الصحة العمومية. وتتدارس اللجنة العديد من النقط في مسودة المشروع، منها ما يتعلق بالتقديرات المالية لتشغيل وحدة الإنتاج، وتزويدها بالأجهزة والمعدات اللوجستيكية والموارد البشرية، إلى جانب دراسة الأثر الإيجابي لتوفير الأمصال محليا، وتلبية الطلب على هذه المادة الحيوية لإنقاذ حياة المصابين بالسعار. وذكرت المصادر أن تنزيل مشروع وحدة إنتاج الأمصال على أرض الواقع،يحتاج إلى إمكانات مالية مهمة، وينتظر معهد باستور بلورة شراكة قوية بين القطاع العام والقطاع الخاص لتحقيقه، سيما مع زيادة الطلب على استعمال هذه الأمصال، ومساهمة وحدة الإنتاج في تشغيل الكفاءات والأطر التقنية والعلمية في مجال صناعة الأمصال المغرب، من بينها داء السعار. يشار إلى أن داء السعار، أو ما يعرف وسط عموم المغاربة ب"مرض الجهل"، يتسبب في وفاة أكثر من 20 شخصا سنويا، أغلبهم من فئة أقل من 15 سنة، و90 في المائة منها تحدث نتيجة عضة كلب حامل للفيروس المسؤول عن المرض، من بين أزيد من 400 حالة إصابة بالداء تظهر لدى الحيوان سنويا. ويعتبر داء الكلب مرضا قاتلا، باستثناء الحالات التي بادرت إلى أخذ اللقاحات مباشرة بعد التعرض لعضة كلب أو حيوان آخر، وفق برنامج يمتد من اليوم الأول من التعرض للعضة، ثم اليوم السابع وأخيرا اليوم 21. وتكمن خطورة الداء في أنه ما إن تظهر الأعراض السريرية، حتى يكون مصير المصاب الموت، لتخطيه مرحلة مقاومة احتضان الفيروس بواسطة اللقاحات المكافحة، ما يفيد أهمية أخذ اللقاحات وإتمام الجرعات الأربع الموصوفة في البروتوكول العلاجي. وتعود جل الوفيات بداء السعار في المغرب إلى تأخر المصابين عن أخذ اللقاحات المضادة للداء، مباشرة بعد تعرضهم لعضة أو خدوش من حيوانات مسعورة، أو لعدم إتمام البرنامج البروتوكولي للقاحات، الذي يأخذ على جرعات متفرقة يحدد موعدها الطبيب. ويتوجب على المتعرض لعضة حيوان أو خدش، قطا كان أو كلبا، التوجه إلى المصالح الطبية القريبة من المواطنين، دون انتظار ظهور العلامات الأولى للإصابة به، إذ يرتبط ذلك بمركز العضة وبدرجة عمقها، إذ كلما كانت بعيدة عن الدماغ، كلما تأخر ظهورها، لأن الفيروس لا ينتقل عبر الدم، وإنما بواسطة الأعصاب.