أعلن عبد الكريم مدون، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أن الإضراب الوطني، الذي خاضته النقابة الوطنية للتعليم العالي لمدة 48 ساعة، يومي الثلاثاء والأربعاء، نجح "مائة في المائة، في جميع المواقع الجامعية". وأوضح مدون، في تصريح ل"المغربية"، أن المشاركة كانت كبيرة وعامة من قبل الأساتذة، مشيرا إلى أن الامتحانات التي كانت مبرمجة في كليات الطب، خلال اليوم الأول للإضراب، علقت، مضيفا أن الأساتذة نفذوا، أيضا، صباح أمس الأربعاء (اليوم الثاني للإضراب)، وقفة احتجاج أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالرباط، شهدت مشاركة مكثفة من قبل الأساتذة. ويأتي هذا التصعيد من النقابة احتجاجا على ما أسمته "سياسة التسويف والمماطلة من طرف الوزارة الوصية للاستجابة لانتظاراتها المشروعة، وتنفيذ ما سبق الاتفاق بشأنه في ما يخص الملف المطلبي، إضافة إلى استنكار تصريحات الوزير، لحسن الداودي، التي اعتبرتها مسيئة للأساتذة". وفي هذا الصدد، قال مدون إن "النقابة الوطنية للتعليم العالي نقابة مواطنة تدافع عن الجامعة العمومية، وبما أن وضعية الجامعة العمومية غير سليمة، لا يمكن السكوت عما تعرفه، لأن هذا أمر أساسي". وبخصوص الشق المتعلق بالملف المطلبي للأساتذة، رد مادون قائلا "منذ سنة و3 أشهر ونحن في حوار مع الوزارة، وتوصلنا إلى مجموعة من التوافقات في إطار الشراكة، لكن لحد الآن لم تنفذ الوزارة أي شيء مما اتفق عليه". وأعلن أن "هدف النقابة الأساسي ليس الإضراب، لكن الوزارة هي التي دفعتها إلى اتخاذ هذه الخطوة"، معتبرا "تصريحات وزير التعليم العالي غير مسؤولة، ودون المستوى، وتنعت النقابة الوطنية للتعليم العالي المناضلة والمدافعة عن الجامعة العمومية أكثر من 5 عقود، بالكذب". بالمقابل، اعتبر مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تصريح سابق ل"المغربية"، "خطوة الإضراب غير مشروعة وغير منطقية، ولا توجد أسباب مقنعة تستدعي الإضراب". وأوضح المصدر ذاته أن الوزارة فتحت أبوابها أمام جميع الفئات، بما فيها نقابة التعليم العالي، ومكاتبها الجهوية، قصد الحوار حول كافة القضايا والأمور، مشيرا إلى أن الوزير عندما تكون المطالب مشروعة ومنطقية فإنه يستجيب في الحين. وأضاف أن "أسلوب المزايدة لا يليق بالأساتذة، ومثل هذه الأمور تجعل الطلبة ضحية لهدر الزمن الجامعي". من جانبه، اعتبر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في بيان له، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "الانحدارات المتسارعة لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي نتيجة لغياب إرادة صادقة لدى المسؤولين الحكوميين لإنتاج الحلول الحقيقية، والمؤسسة على قاعدة قراءة صحيحة لواقع الأزمة الخطيرة التي يجتازها، والتي طالما حذرت من عواقبها الوخيمة النقابة الوطنية للتعليم". وأعلن المكتب الوطني أن "الأزمة المتعددة الأوجه للتعليم العالي بالمغرب تجعل ظروف عمل الأستاذ الباحث على درجة كبيرة من الصعوبة والخطورة، إذ بلغت درجة الاحتقان وتوتر العلاقات بين رواد المجال الجامعي مستويات غير مسبوقة تتفجر في تمظهرات الوقاحة والاعتداء في حق الأساتذة والإداريين، وعموم الطلبة".