تروج هذه الأيام بعدد من حافلات النقل الحضري، التابعة لشركة "نقل المدينة" (مدينة بيس) في الدارالبيضاء، حملة دعائية لم يعهدها البيضاويون من قبل، ويبثها مسجل الحافلة يوميا على مسامع الركاب، ليذاع تسجيل صوتي مدته 15 دقيقة أكثر من مرة وذلك قصد تمكين جميع مستعملي الحافلة من متابعة هذه الحملة الدعائية. وتتمثل هذه الحملة، التي تنظم بشراكة مع "جمعية آفاق للتنمية والتوعية"، في فقرات غنائية، مستوحاة من أغان شعبية وشبابية مغربية معروفة، احتفظ بلحنها الأصلي واستبدلت كلماتها بعبارات داعية إلى تصحيح السلوك داخل الحافلة، من قبيل إعطاء الأولوية في الجلوس للمرضى والمسنين والحوامل، وعدم تخريب الحافلات واحترام نظافة فضائها، وتجنب التدافع والتزاحم، والابتعاد عن مدخل ومخرج الحافلة بالتزام زوايا أخرى وسطها، وفسح المجال للركاب الجدد. واعتمدت شركة "نقل المدينة" هذه الصيغة الدعائية للتحسيس بأدبيات استعمال الحافلة، لوقع الإعلان المسموع على نفسية الركاب، بدل اعتماد ملصقات مرسومة ومكتوبة، قد يتعذر على الكثيرين استيعابها وعدم الانتباه إليها، حسب الشركة. كما يتضمن هذا التسجيل وصلات إعلانية في شكل حوارات بين أفراد، تؤكد ضرورة التعاطي مع إكراه الزحام بروح إنسانية، تحترم الواجبات وتراعي الإمكانات المتاحة، في سياق التدابير الجارية للرفع من عدد الحافلات بالدارالبيضاء، وتخفيف وطأة الاكتظاظ في أوقات الذروة. في هذا الصدد، قال يوسف الودغيري الإدريسي، مدير الرأسمال البشري، بشركة "نقل المدينة"، ل"المغربية"، إن هناك "مساعي من قبل الشركة، وبانخراط المواطنين فيها، للرفع من جودة خدمات هذه الوسيلة للنقل، وتسهيل ظروفها للبيضاويين، لهذا أطلقت الحملة منذ أواخر أبريل للتذكير بقواعد السلامة، وشروط استعمال الحافلات وأخلاقياتها، وستستمر الحملة شهورا أخرى". في السياق ذاته، جهزت الحافلات بآلات إلكترونية لحجز التذاكر، بدل الاستعانة بالقابض، مع تكليف 400 وكيل تجاري موزعين لاستقبال الزبناء وتوعيتهم بفوائد هذه الخدمة الجديدة، المقرونة باستعمال بطاقة الحافلة. ويصل أسطول حافلات "نقل المدينة" إلى 866 حافلة، وينتظر أن يخصص مبلغ 200 مليون درهم لاقتناء حافلات جديدة للنقل العمومي، لحل مشكل الاكتظاظ، فيما أصبحت جميع الحافلات مجهزة بالآلة الإلكترونية وثلاث كاميرات تحتفظ بالتسجيلات لمدة 15 يوما، حسب إفادة الودغيري.