احتلت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال الملتقى الرابع للكتاب المجاليين لحزب العدالة والتنمية ببوزنيقة، الأحد الماضي، حيزا مهما من الاجتماع الأسبوعي للجنة التنفيذية للاستقلال، الذي انعقد، أول أمس الاثنين، بمقر الحزب في الرباط. وكشف قيادي استقلالي أن الاجتماع وقف حول الانتقادات التي صدرت عن رئيس الحكومة ضد المعارضة ووسائل إعلام، مشيرا إلى أن "هذا أمر لا يمكن السكوت عنه". وقال القيادي ذاته إن "رئيس الحكومة يتصارع مع كل من سولت له نفسه أن يناقشه، وهذا ما حدث لنا معه في حزب الاستقلال، إذ أنه لا يقبل الرأي الآخر". وجددت اللجنة التنفيذية التعبير عن تعبئتها الدائمة وراء جلالة الملك للدفاع عن قضية الوحدة الترابية، وذكرت بالمطالبة باسترجاع الأراضي المغتصبة من حكام الجزائر. واعتبرت أن "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية باتت متأزمة"، خصوصا بعد إعلان المندوبية السامية للتخطيط أن معدل البطالة ارتفع من 9,4 في المائة إلى 10,2 في المائة، مبرزة أن رئيس الحكومة، "فشل فشلا ذريعا في أن يكون رئيس حكومة لكل المغاربة"، وفق ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية. واعتزت قيادة حزب الاستقلال بما اعتبرته "مساهمة العمال والاستقلاليين في نجاح تظاهرة فاتح ماي، وانخراطهم في الدفاع عن الهموم الحقيقية للطبقة الشغيلة". وأبرز القيادي أنه جرى، خلال الاجتماع، تقييم احتفال الذراع النقابي للحزب (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب) بعيد الشغل، والاستعدادات للدورة الخامسة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، يوم 13 ماي الجاري، بالمركز العام للحزب في الرباط. وأوضح المصدر أن اللقاء سيعرف الاحتفال بذكرى أربعين سنة على وفاة الزعيم علال الفاسي ورواد الاستقلال، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال سيكون في شكل" ملحمة كبرى" ستعرض بمسرح محمد الخامس بالرباط. وأشار المصدر نفسه إلى أن الإعداد لهذا العمل استغرق 6 أشهر من العمل، وسيشارك فيها ثلة من الفنانين، سيشرف على إخراجها الممثل أنور الجندي، ابن محمد حسن الجندي. من جهة أخرى، "توقفت" مؤقتا عجلة التنسيق بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان أعلنه أخيرا، في أفق بناء "معارضة قوية". وأرجع القيادي السبب إلى "الصراع" داخل الاتحاد الاشتراكي، مشيرا إلى أن "الحزب لا يريد أن يحسب عليه أي شيء بخصوص هذا الموضوع الداخلي". وكان حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وقعا ميثاقا للعمل المشترك بين الحزبين من أجل "توحيد التصور السياسي لشكل المعارضة البناءة". وقال شباط، في ندوة صحفية أعقبت التوقيع، إن التنسيق سيمتد إلى مرحلة إجراء الانتخابات المقبلة، فيما قال لشكر إن "العمل المشترك سيساهم في وضوح المشهد السياسي". وتعهد الحزبان بالتنسيق في مختلف المجالات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بدءا من قضية الصحراء المغربية، وملف الحدود مع الجزائر، والحقوق الفردية، والإجهاض، وعقوبة الإعدام، وتزويج القاصرات.