احتشد أفراد عائلات المعتقلين الصحراويين، صباح أول أمس الأحد، أمام مبنى قيادة البوليساريو في الرابوني، بتندوف، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، الذين اعتقلوا على خلفية اندلاع النيران في خيام. وكانت هذه الخيام نصبت للاحتفال بما تسميه "المهرجان السينمائي السنوي"، الذي تشرف على تنظيمه خديجة حمدي، زوجة زعيم الانفصال، محمد عبد العزيز، الجزائرية الأصل. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وإرجاعهم إلى خيامهم. وعلمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن الاعتقال شمل 25 شابا صحراويا، بشكل عشوائي، واتخذ صفة الفعل الانتقامي ردا على الحريق الذي أفسد الحفل السينمائي، كما نفذت الاعتقالات بأمر مباشر من عبد العزيز، وتدخل قوات الأمن الجزائرية. ونقلت مصادر "المغربية" عن أحد أهالي ضحايا الاعتقال التعسفي قوله إن "عائلات المعتقلين، بعد إجرائها اتصالا بمسؤول في الجبهة، بهدف التدخل للإفراج عن المعتقلين، أخبرهم بأن ملف الموقوفين خارج صلاحيات أي جهاز في البوليساريو، وأن قضيتهم أصبحت ملفا مشتركا بين زعيم الجبهة والمسؤولين الأمنيين الجزائريين". ويخشى أن تتحول قضية المعتقلين إلى تهمة ارتكاب "أفعال إرهابية"، التي ترفض البوليساريو التداول فيها، وتسلمها إلى أجهزة الأمن والاستخبارات الجزائرية، ما يعرض مصير الشباب الصحراويين ال25 المعتقلين للمجهول. وكانت ميليشيات البوليساريو، مدعومة بعناصر من الجيش الجزائري، اعتقلت عددا من سكان مخيمات تندوف، بعد اندلاع الحرائق في الخيام، التي نصبت للاحتفال بالمهرجان السينمائي. وحسب مصادر مطلعة، فإن قيادة البوليساريو أصيبت بصدمة شديدة، وعمدت إلى الاستعانة بالقوات العسكرية الجزائرية، مباشرة بعد اندلاع النيران في الخيام، في ما اعتبرته محاولة لإفشال المهرجان. وتشهد مخيمات الصحراويين في تندوف حالة متقدمة من الاحتقان، بسبب تفشي البطالة، وانعدام الاستقرار، وبروز فوارق طبقية بين المحظوظين المقربين من الجبهة، وغيرهم من الشباب، الذين يعانون التهميش والإقصاء في غياب أي أمل بتحقيق الأوهام، التي رددتها البوليساريو على مسامع آبائهم منذ نحو 40 سنة. للإشارة، فإن الشباب الصحراوي في مخيمات تندوف سبق أن عبروا عن تذمرهم من تنظيم المهرجان المذكور، ونشرواتعليقات على صفحات الفايسبوك، يصفون المهرجان بأنه "حفلة للانتهازيين"، يستغلها أفراد في الجبهة ومقربون من عقيلة زعيمها في توسيع أنشطتهم وعلاقاتهم مع شخصيات مغمورة، لا تربطها بالعمل الفني سوى المصالح الشخصية.