اختتمت، أول أمس السبت، فعاليات الدورة الرابعة من المعرض الدولي لصناعات الطيران والفضاء "مراكش إيرشو"، الذي نظم بقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية، على مساحة إجمالية بحوالي 60 ألف متر مربع، ضمنها 25 ألف متر مربع مغطاة. وتميز اليوم الأخير من المعرض، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بتنظيم استعراض جوي في سماء مراكش، شاركت فيه فرقة المسيرة الخضراء للاستعراضات الجوية، بواسطة سبع طائرات من نوع "كاب 232". واستطاعت هذه الفرقة، التي أدت استعراضات جوية، تضمنت عروضا في التحليق الاستعراضي، أن تستحوذ على أنظار وقلوب المتابعين، من إنجاز سبعة طيارين مغاربة تابعين للقوات المسلحة الملكية في الجو. وقدمت الطائرات السبع (كاب 232) المشاركة في هذا الاستعراض، مجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والمتقاطعة، استحقت تصفيقات الجمهور. وأنجزت الطائرات المذكورة حركات صعبة ومدهشة، من قبيل التحليق على علو منخفض، والطيران بشكل دائري وتنفيذ حركة التحليق الصعودي الجماعي ثم الافتراق على شكل نافورة. وتأسست فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء"، التابعة للقوات المسلحة الملكية، سنة 1984، بأمر من صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني، وتعهدها جلالة الملك محمد السادس بسابغ عنايته ودعمه المولوي الكريم. كما تخلل اليوم الأخير من المعرض، الذي شارك فيه حوالي 300 عارض، يمثلون شركات عالمية، تعمل في قطاع صناعات الطيران والفضاء، إلى جانب مهنيين ومقدمي خدمات الطيران في عدد من الدول، عروض جوية لعدد من الطيارين، المغاربة والأجانب، أثارت إعجاب الزائرين، الذين توافدوا على القاعدة الجوية، للإطلاع على أحدث الطائرات العسكرية والمدنية. وعرف اليوم الأول من افتتاح فعاليات المعرض الدولي للطيران، توقيع اتفاقية بين المكتب الوطني للمطارات وشركة "إل آش أفياسيون المغرب"، وهي مقاولة فرنسية متخصصة في صناعة الطيران، من أجل تمكين هذه الأخيرة من إنشاء وحدة صناعية بقطب الطيران بالدارالبيضاء لإنتاج طائرات من نوع إل آش- 10 إيليبس . ووقع على هذه الاتفاقية، كل من زهير محمد العوفير، المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، ومحسن بناني كريم، الرئيس المدير العام لشركة إل آش أفياسيون المغرب، بحضور محمد بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل. وتنص هذه الاتفاقية على إنشاء وتهيئة واستغلال موقع صناعي على مساحة إجمالية تقدر ب19 ألف متر مربع لإنتاج طائرات من صنف "إيليبس إل آش -10"، إذ ستركب هذه الطائرة بواسطة أجزاء ستصنع معظمها بالمغرب، سيما ما يتعلق بهيكل الطائرة. وحسب الاتفاقية، فإن هذا المشروع، الذي كلف استثمارا بقيمة 10 ملايين أورو، سيعمل على خلق 300 منصب عمل، بينهم مهندسون وتقنيون مؤهلون وكفاءات مغربية أخرى في مجال الميكانيك والطيران، إضافة إلى إنتاج 80 طائرة في السنة، لترتفع على المدى القصير إلى إنتاج 200 طائرة سنويا. ومكن المعرض الدولي لصناعة الطيران في نسخته الرابعة من اكتشاف آخر التطورات الحاصلة في هذا المجال، خاصة ما يتعلق بصيانة الطائرات المدنية والعسكرية، فضلا عن كونه شكل أرضية لتبادل التجارب والمعارف والمعلومات بين مختلف العارضين، وتمركز شركات أوروبية متخصصة في هذه المجالات. ويعد هذا المعرض فضاء للقاء والتبادل بين صناع ومنعشي قطاع صناعة الطيران من مختلف بقاع العالم والمسؤولين الأفارقة، وفرصة لإبراز صناعة الطيران المدني والعسكري بالمملكة، لتعزيز الدينامية التي تميز هذا القطاع، على المستوى الدولي، وتطوير أرضية صناعة الطيران الإفريقية بالمغرب. وشارك في فعاليات دورة 2014 شركة إيرباس المنافسة القوية لشركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات، إضافة إلى كبريات الشركات الأمريكية في صناعة الطيران ممثلة ب"لوكهيد مارتن"، و"بوينغ"، و"رايتون"، و"سيسنا"، و"ويكر بيكرافت"، و"أيرور بريسيزون انداستري"، و"في ألكساندر كومباني"، فضلا عن وجود شركات أوروبية تعمل في قطاع صناعات الطيران والفضاء. ويندرج المعرض الدولي لصناعات الطيران والفضاء "مراكش إير شو 2014"، الذي يعد إشارة قوية على التموقع الجديد لقطاع الطيران، في إطار استراتيجية المملكة، الرامية إلى تطوير وتدعيم قطاع الطيران، خاصة ما يتعلق بالاستثمار الصناعي ونقل التكنولوجيا.