أعلن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أن التوقعات تشير إلى أن المحصول الزراعي من الحبوب سيبلغ، خلال الموسم الفلاحي الحالي، 67 مليون قنطار. (ماب) وأوضح أخنوش في مستهل كلمته الافتتاحية لأشغال المناظرة الوطنية السابعة للفلاحة المنظمة، أمس الأربعاء، بمكناس، أن الناتج الداخلي الخام الفلاحي ارتفع بنسبة 43 في المائة، ما بين سنتي 2008 و2013، مقابل 23 في المائة بالنسبة لباقي قطاعات الاقتصاد الوطني. وأضاف أخنوش أن الاستثمارات التي شهدها القطاع الفلاحي بلغت 13.8 مليار درهم سنة 2013، مقابل 7.4 ملايير درهم سنة 2007. وأكد الوزير أن هذه المجهودات مكنت من تحقيق نتائج مهمة من ناحية قيمتها المضافة. وأبرز أخنوش أن الفلاحة التضامنية شهدت منذ الإعلان عن مخطط المغرب الأخضر في 2008 دينامية جديدة، بإطلاق 492 مشروعا فلاحيا منذ 2010 إلى اليوم. وتطلب إنجاز هذه المشاريع 13,33 مليار درهم. وأضاف أن هذه المشاريع تطلبت إلى غاية نهاية 2013 تعبئة غلاف مالي قدره 6,3 ملايير درهم، ما من شأنه التأثير بشكل مباشر على شروط حياة وعمل ودخل 719 ألفا و742 فلاحا، كما أنها ستغطي مساحة إجمالية من 747 ألفا و735 هكتارا، وبالمقارنة مع أهداف مخطط المغرب الأخضر في أفق 2020، فإن هذه المشاريع تمثل 67 في المائة في ما يخص الاستثمار، و84 في المائة من مجموع المستفيدين المستهدفين، و90 في المائة من مجموع عدد المشاريع، بالإضافة إلى 29 مشروعا منجزا، و447 مشروعا قيد الإنجاز. وقال "يوجد اليوم من بين 492 مشروعا، التي تم الإعلان عنها منذ 2010، 29 مشروعا تم الانتهاء منها، وهي منذ اليوم بين يدي مختلف المنظمات المهنية المستفيدة، وهو ما يمثل حوالي 17 ألفا و780 من الرجال والنساء الذين يستغلون ما يقارب 78 ألفا و697 هكتارا بفضل استثمار قدره حوالي 442 مليون درهم". وأوضح أن 3 في المائة من المشاريع المعلن عنها (16 مشروعا) توقّفت بسبب انسحاب المستفيدين منها، أو بسبب عوامل معقدة لم تكن مطروحة خلال إعداد دراسات الجدوى. أما المشاريع التي هي قيد الإنجاز إلى غاية نهاية 2014، وتبلغ 447 مشروعا، فيوجد أغلبها (54 في المائة) في خمس مناطق هي طنجة- تطوان 16 في المائة، وتازة- تاونات- الحسيمة، وسوس ماسة درعة، ومكناس تافيلالت 10 في المائة، ومراكش- تانسيفت- الحوز 9 في المائة. وتتمركّز في هذه المناطق الخمسة، أيضا، 52 في المائة من الاستثمار المخصّص لمجموع هذه المشاريع، أي ما يعادل 6,65 ملايير درهم من 12,68 مليار المرتقبة في أفق سنة 2020. وتتوزّع بين طنجة- تطوان (16,5 في المائة)، ومكناس تافيلالت، وتازة- تاونات- الحسيمة، وسوس ماسة درعة (11 في المائة)، ومراكش تانسيفت الحوز (10,5 في المائة). أما توزيع مجموع هذه المشاريع حسب نوعية الإنتاج، فأفاد أخنوش أنه يتمثل في 339 مشروعا، أي ما يعادل 76 في المائة، تهم المسالك النباتية باستثمار إجمالي قدره 10,5 ملايير درهم، يغطي مساحة من 568 ألفا و178 هكتارا لفائدة 406 آلاف و457 مستفيدا. ويأتي مسلك زيوت الزيتون على رأس القائمة ب 33 في المائة من حيث العدد الإجمالي للمشاريع. و31 في المائة من حيث الاستثمار، و33 في المائة من حيث المساحة الكلّية المستهدفة. أما مسلك التّشجير فيحتل المرتبة الثانية ب16 في المائة من حيث الاستثمار. كما يتمثل في 118 مشروعا، ما يعادل 24 في المائة تهم المسالك الحيوانية باستثمار إجمالي قدره 2,2 مليار درهم لفائدة 275 ألفا و291 مستفيدا. وتتوزع مجموع الإنجازات المسجلة إلى غاية نهاية شهر مارس 2014 بين المزروعات، إذ تم زرع حوالي 227 ألفا و471 هكتارا، ويأتي قطاع الزيتون من حيث التوزيع حسب المسالك في المقدمة ب 172 ألف هكتار، متبوعا بالصبار بأكثر من 27 ألفا و700 هكتار، ثم أشجار اللوز بحوالي 18 ألفا و600 هكتار. وعلى مستوى التوزيع حسب المناطق، تأتي في المقدمة ثلاث مناطق، هي تازة - الحسيمة - تاونات وطنجة -تطوان ومراكش- تانسيفت- الحوز بمعدل وسطي يتجاوز 50 ألف هكتار. ويهم هذا الجانب 14 منطقة مع تفوق ملحوظ لخمس مناطق (تازة -الحسيمة- تاونات، وطنجة- تطوان، ومراكش- تانسيفت- الحوز، والمنطقة الشرقية وتادلة- أزيلال) تمكنت من زرع مساحة إجمالية بلغت 181 ألفا و626 هكتارا. ومن بين الإنجازات كذلك، هناك إنشاء 139 وحدة من وحدات التقويم، وتشكل وحدات الطحن ووحدات التجهيز ومراكز تجميع الحليب، ثلثي الوحدات التي تم إنشاؤها، فضلا عن التجهيزات الهيدروليكية الصغرى والكبرى، التي شملت 68 ألفا و709 هكتارات. وتتركز هذه التجهيزات على مستوى التوزيع الجغرافي في مناطق كلميم- السمارة ومراكش تانسيفت الحوز ومكناس تافيلالت، ونالت حصة تعادل 62 في المائة من هذه الإنجازات. الرئيس الغيني: القطاع الفلاحي الغيني يبقى في حاجة إلى تدبير مماثل لما يجري بالمغرب أكد ألفا كوندي، الرئيس الغيني، في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد الدورة السابعة للمناظرة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضع الأصبع على المكان الصحيح، الذي يعترض القطاع الفلاحي بغينيا. وأضاف رئيس غينيا أن بلاده تتوفر على موارد طبيعية ومنجمية، إلا أن القطاع الفلاحي يبقى في حاجة إلى تدبير مماثل لما يجري بالمغرب، مؤكدا أن تأهيل القطاع الفلاحي من شأنه تجنب استيراد المنتوجات الفلاحية، إلى جانب وقف الهجرة القروية. وأشار ألفا كوندي إلى أن جلالة الملك طلب منه زيارة المغرب للاطلاع عن قرب على استراتيجية المخطط الأخضر، وبالتالي الاطلاع على الحلول للمشاكل التي تشهدها غينيا فلاحيا، وقال كوندي "على المغرب أن يفتخر بإنجازاته الفلاحية". ودائما بخصوص الفلاحة التضامنية، اعتبر كوندي أنه يتقاسم مع صاحب الجلالة انشغاله الكبير بالفئات الهشة، وقال إن صاحب الجلالة يتفقد الأحياء الفقيرة بنفسه، وهو ما وصف بالأمر الإيجابي جدا، وأضاف أن النهوض بالفلاحة التضامنية يدخل بدوره في هذا الإطار ذي البعد الاجتماعي الشامل والعميق. الرئيس المالي: انخراط جلالة الملك في مسار التنمية لا يرتبط بالمغرب فقط بل بإفريقيا ككل أما إبراهيم بوبكار كايتا، رئيس جمهورية مالي، فأكد أن إفريقيا أصبحت تسير شعوبها زمرة جديدة من الحكام، وأن الانتقال الذي تشهده هذه الشعوب ليس فيه مكان للصدفة أو الارتجال، معتبرا أن السياسة الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، تعكس مفهوما جديدا لإرادة راسخة لضمان التنمية المستدامة. وأفاد رئيس مالي أن انخراط جلالة الملك في مسار التنمية لا يرتبط بالمغرب فقط، بل بإفريقيا ككل، وأوضح أن محاربة الفقر تمر قبل كل شيء من النهوض بالعالم القروي والتحكم في القطاع الفلاحي وفي الموارد المائية المرتبطة به، مذكرا بالسياسة المائية التي دشنت منذ عهد المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني. وشهدت أشغال هذه المناظرة حضور العديد من الشخصيات البارزة، لاسيما وزير الفلاحة والتغذية الإسباني، ميغيل أرياس كانييطي، ووزير الفلاحة والصناعة الغذائية والغابات الفرنسي، ستيفان لو فول، ووزير الفلاحة السعودي، الدكتور فهد بن عبد الرحمان بن سليمان بالغنيم، ووزير التنمية القروية المالي، باكاري تريتا، والوزير الإيفواري المكلف بقطاع الفلاحة، مامادو صونغافوا كوليبالي. وتميزت هذه الدورة، التي حضر جلستها الافتتاحية عدد من أعضاء الحكومة وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وعدد من الفاعلين والمهنيين في قطاع الفلاحة، بمشاركة المدير العام ل (الفاو) جوزي غرازيانو دا سيلفا، بالتوقيع على 8 اتفاقيات.