أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن المغرب ظل وفيا على الدوام لمبادئ التضامن والقرب والالتزام في علاقاته مع الدول الإفريقية. وأبرز بنحمو، في مداخلة خلال ندوة نظمت بمبادرة من سفارة المغرب بالبرتغال حول موضوع "السياسة الإفريقية للمغرب .. تعاون جنوب - جنوب فعال ورافعة لشراكة شمال - جنوب متجددة"، تضامن المغرب لصالح البلدان الإفريقية، وحضوره الدائم في كافة القضايا والتزامه ليس فقط ذي الطابع السياسي، ولكن أيضا باعتباره فاعلا اقتصاديا وفاعلا في مجال التنمية. وأشار إلى أن استراتيجية المغرب في إفريقيا تتأسس على البعد الديمغرافي والتاريخي والإنساني والروحي، وأيضا الحضاري لكون المغرب يعد أرضا لتلاقي الحضارات وتلاقح الثقافات. وأكد دور المغرب الفاعل في ما يحقق استقرار المنطقة، الأمني والروحي، مشيرا، من ناحية أخرى، إلى التحديات المطروحة أمام دول المنطقة، سيما تحدي مكافحة الإرهاب. وأشار، بهذا الخصوص، إلى تجنيد العصابات القادمة من أمريكا اللاتينية (الكارتيلات) لشباب مخيمات تندوف عبر استغلال الأوضاع المزرية التي يعيشون فيها، وتحويلهم إلى مخبرين لدى أباطرة المخدرات لكون هؤلاء الشباب يتحدثون اللغة الإسبانية. وأكد انخراط المغرب القوي في مكافحة الإرهاب وكل أشكال الجريمة العابرة للحدود كما تشهد بذلك مشاركته في عدة بعثات سلام أممية بإفريقيا. من جانبه، أكد عبد الخالق توهامي، الأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، أن القارة صارت، بفضل ما تزخر به من إمكانات اقتصادية هائلة، تحظى بالأهمية لدى مختلف دول العالم (الصين، اليابان، تركيا..)، وفضاء يجتذب مختلف الفاعلين الاقتصاديين المغاربة. وأبرز أنه بالنسبة للمقاولات المغربية الكبرى صارت إفريقيا تمثل فضاء حقيقيا لتنمية استثماراتها وتوسيع أنشطتها. وينظم هذا اللقاء بمبادرة من سفارة المغرب بالبرتغال، بشراكة مع جامعة نوفا والمعهد البرتغالي للعلاقات الدولية. وتميز بمشاركة خبراء من المغرب والبرتغال مختصين في القانون وثلة من الجامعيين وأساتذة الاقتصاد والباحثين. كما شكل مناسبة لتبادل الآراء والتعريف بالسياسة الإفريقية للمغرب التي تضع تنمية القارة في صلب أولوياتها، ومن جهة أخرى، بالمزايا العديدة للشراكة الاستراتيجية بين البرتغال والمغرب، خاصة دورها في تعزيز شراكة فاعلة وتضامنية بين الشمال والجنوب.