دعا خبراء مغاربة ونيجيريون، بداية الأسبوع الجاري بالرباط، إلى إقامة شراكة إستراتيجية تشمل مجموع البلدان الإفريقية، لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء. واعتبر هؤلاء الخبراء، خلال زيارة قام بها وفد من المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية بنيجيريا، للمركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أن التحديات الاستراتيجية بمنطقة الساحل والصحراء، ولاسيما الإرهاب والاتجار في الأسلحة والمخدرات والبشر، تهم كافة الدول الإفريقية، وذلك بالنظر للارتباط المتعدد الأوجه بين المجموعات الإرهابية وشبكات التهريب التي تنشط في المنطقة. وأضافوا أن هذا الأمر يستلزم اعتماد مقاربة جديدة لمحاربة هذه الآفة، تستند على تعاون وثيق بين مختلف دول القارة، دون أي استثناءات مبنية على اعتبارات جغرافية أو تنافسية يطمح أصحابها إلى الزعامة الإقليمية، مؤكدين، أن كافة البلدان مدعوة إلى الاضطلاع بدورها في هذه الحرب ضد الإرهاب، وذلك بحكم أنها جميعها معنية بهذا التهديد أيا كان موقعها الجغرافي. وتطرق هؤلاء الخبراء للانشغالات المغربية النيجيرية المتعلقة بالإرهاب، مؤكدين،على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين اللذين يعدان الفاعلين الأكثر أهمية على مستوى القارة في الحرب المشتركة ضد الإرهاب. وشكلت هذه الزيارة أيضا مناسبة تعرف خلالها أعضاء الوفد النيجيري على أوجه الانتقال الديمقراطي بالمغرب وعلى الجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة الإرهاب والاتجار الدولي في المخدرات والبشر، وكذا على المبادرات المغربية الرامية إلى تسوية قضية الصحراء المغربية وتعزيز علاقاته على الصعيدين الإقليمي والقاري. وفي هذا السياق، قال رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن زيارة هذا «الوفد الهام المكون من خبراء عسكريين ومدنيين من المعهد الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية بنيجيريا تندرج في إطار علاقات التعاون بين المعهد والمنظمات المماثلة بإفريقيا التي تتوخى دراسة سبل التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين الجانبين». كما أكد على الدور الهام الذي تضطلع به مراكز البحث، داعيا الباحثين، في هذا الصدد، إلى مساعدة صناع القرار للتوصل إلى رؤية استراتيجية واضحة قبل الإقدام على اتخاذ تدابير حاسمة. ومن جهته، أكد مدير المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية بنيجيريا أبو بكر سانوسي، عزام على أهمية العمل المشترك من أجل مواجهة التحديات المشتركة بإفريقيا المتعلقة بالخصوص بالأمن والاندماج الإقليمي والتنمية. كما أشار إلى هذه الزيارة التواصلية «الهامة» تشكل مناسبة لدراسة سبل إرساء تعاون مثمر واستراتيجي بين المعهدين.