شكلت الإسهامات اللغوية للشاعر الصوفي عبد الرحمان المجدوب في اللهجة والثقافة بالمغرب بصفة خاصة، والمغرب العربي بصفة عامة، موضوع محاضرة ألقتها الأستاذة المغربية، ثورية بومهدي، مساء الأربعاء بجامعة ستانفورد العريقة (كاليفورنيا). وأشارت بومهدي خلال هذه الندوة، التي حضرها عدد كبير من الطلبة والباحثين المهتمين بأعمال وحياة هذا الشاعر الشعبي الذي لا تزال بصمته جلية في اللغة اليومية، إلى أن عبد الرحمان المجدوب يعد "شخصية استثنائية من مغرب القرن السادس عشر" التي ترجمت أعماله الشعرية إلى عدة لغات كما أن أمثاله الحية ما زالت تستخدم حتى يومنا. وأضافت الأستاذة بومهدي أن عبد الرحمان المجدوب الذي ازداد على ضفاف المحيط الأطلسي بين مدينتي الجديدة وأزمور قد خلف رباعيات تعكس الواقع المعيشي المغاربي في كل تجلياته وتتصف بحس وشعور نفساني استثنائي. وذكرت الباحثة الجامعية، التي تدرس اللهجة المغربية بجامعة ستانفورد وذلك لأول مرة في تاريخ هذه الجامعة التي توجد بولاية كاليفورنيا، أن أعمال المجدوب الشعرية غذت اللغات الشعبية المغاربية عبر العديد من الأمثال والعبارات والكلمات والأشكال. ويرى الباحثون أنه إذا كانت اللغة التي كتبت بها رباعيات المجدوب متأثرة بروح وردود الفعل حول الحقبة التي عاشها، فإن ذلك ما زال يشكل تجسيدا حيا لواقع وسيكولوجية الشعوب المغاربية على العموم. وتلى عرض بومهدي قراءة مقتطفات من قصائد المجدوب من طرف عدد من الطلبة، مع تقديم ترجمتها بالإنجليزية وشرح لحمولاتها الدلالية واللغوية. وأبرزت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تعليم اللهجة، إلى جانب العربية الفصحى، سيمكن من تثمين هذه اللهجة الغنية والتعريف بمختلف أوجه الثقافة المغربية. ولاحظت بومهدي، الذي سبق وشغلت منصب أستاذة بإسبانيا وفرنسا، أنه على خلاف اعتقاد البعض، تعتبر اللهجة المغربية قريبة جدا من العربية الفصحى ومتأثرة بشكل ضئيل باللغات الأجنبية كما هو شأن باقي بلدان المنطقة. وأعربت عن ارتياحها للاهتمام الذي أبداه الطبلة تجاه "الدارجة" المغربية كما إلى اللغة العربية الفصحى في تجربة رائدة على مستوى ولاية كاليفورنيا.