خصص العدد ال27 من المجلة الدولية «اللغات واللسانيات» لموضوع «السياسة والتخطيط اللغوي في العالم العربي وإفريقيا». وأشرف على إنجاز العدد الأستاذ الباحث موحى الناجي من جامعة فاس، ويتضمن العدد الجديد مساهمات لعدد من الأساتذة والباحثين في مجال السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، تعالج مجموعة من المواضيع، مثل التعريب والترجمة وتعليم اللغة ومحو الأمية. في المقال الأول، للباحث الجزائري عبد الرزاق دوراري، يستكشف المواقف من اللغة الأمازيغية في الجزائر وتطورها منذ الأربعينيات، ويعرض المشاكل التربوية واللغوية التي تواجه عملية تدريس اللغة الأمازيغية. أما المقال الثاني لجون كوستيلو من جامعة ولاية أريزونا (الولاياتالمتحدةالأمريكية) فيعالج موضوع الهوية العربية، حيث يثير قضايا اجتماعية واقتصادية وفلسفية ترتبط بعلاقة الهوية العربية بالعربية الفصحى. ويتناول المقال، الذي كتبته الأمريكية جنيفر هول من جامعة ميشيغان، مقاربة «الجسر» لتعليم النساء الراشدات وكيفية كتابة لغتهم الأم (الدارجة المغربية أو الأمازيغية) قبل الانتقال إلى توسيع برامج محو الأمية باللغة العربية الفصحى. وقد تم تطوير هذا النهج واختباره من قبل وكالة الولاياتالمتحدة للتنمية الدولية ما بين 2005 و2008. وفي مقال آخر، ناقش الباحث موحى الناجي أثر التخطيط اللغوي على تدريس وتعلم اللغة الأمازيغية في المغرب، موضحا في هذا الصدد أن التدريس الناجح للأمازيغية في المدارس يجب أن يعتمد على تخطيط لغوي جيّد وعلى سياسة لغوية وطنية واضحة المعالم، ويرتبط أيضا بالإدماج الشامل للأمازيغية في كل المدارس وبتطوير أدوات تعليمية مناسبة وناجعة. أما مقال الأستاذ عبد العزيز كسبي، من جامعة الحسن الثاني، فيتناول قضية التعريب والترجمة، مع التركيز على الثغرات الموجودة في القواميس المعجمية العربية، والتي تؤثر سلبا على نجاح عملية التعريب. ويُقدّم المؤلف أمثلة ويقترح بعض الحلول التي يمكن أن تعزز مجال الترجمة حتى يساهم في التنمية اللغوية والثقافية في العالم العربي. ويناقش الباحث عبد الرحمن زهير، من جامعة واين الأمريكية، وضعية اللغة الإنجليزية في المدارس والجامعات المغربية، حيث تعتبر اللغة الأجنبية الأكثر شعبية اليوم إلى حد أنها أضحت تنافس اللغة الفرنسية.