خصص العدد 26 من المجلة الدولية ( اللغات واللسانيات الصادر مؤخرا ملفها لموضوع " تدريس اللغة الأمازيغية بالبلدان المغاربية". يتضمن هذا العدد الذي أشرفت عليه الأستاذة فاطمة أكناو من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مجموعة من المقالات التي تعنى بقضايا تدريس اللغة الأمازيغية ببلدان المغرب العربي. ويقترح الأستاذين أحمد بوكوس وفاطمة أكناو من المعهد الملكي مقاربة نسقية تحلل مكتسبات السياسة التربوية بالمغرب، المرجع المؤسساتي، المرجعيات القانونية والبسيكوبيداغوجيا لتدريس اللغة الامازيغية، بالإضافة الى طرق أجرأتها، وقوفا عند الصعوبات التي تحول دون تعميم هذا التدريس وتأهيله على المستويات التقريري والاجرائي الفعلي. وخصصت نصيرة عبروس من الجزائر مقالها لتدريس اللغة الأمازيغية في المناطق الناطقة بالأمازيغية في الجزائر، مؤكدة على ضرورة سن سياسة لغوية تضمن نجاح مسلسل إدراج الأمازيغية في النظام التربوي خصوصا على مستويات وضع اللغة والتشريع المدرسي وتكوين الفاعلين المنخرطين في هذا المسلسل وعلى مستوى تهيئة اللغة. ويصف موسى إمارازان من الجزائر في مقاله وضعية تدريس اللغة الأمازيغية بالجزائر، مع التركيز على مكامن قوتها وضعفها التي تميز التجربة الجزائرية. أما عبد الله العيساتي من هولندا فإنه يسائل في مقاله تجربة تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب في إطار الإشكالية العامة للتربية المزدوجة من خلال استعراض بعض التجارب التي قام بها على المستوى الدولي. في حين يصف موحى الناجي من المغرب في مقاله المعطيات العامة التي اتسم بها السياق الذي أدرج فيه تدريس الأمازيغية بالمغرب سواء على المستوى السياسي والسوسيو- ثقافي والأكاديمي والتمثلات الإجتماعية. وتفحص فاطمة صديقي من المغرب في مقالها التقدم الحاصل في ميدان تدريس الأمازيغية في المغرب وكذا الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها. ويضف هذا المقال الخاصيات والمميزات السوسيو-ثقافية للغة الأمازيغية ويشرح السياق السياسي والإجتماعي لإدراجها في المنظومة التربوية. ويحلل بنعيسى يشو من المغرب في مقاله الهوة التي تفصل بين مشروع تعميم تدريس اللغة الامازيغية أفقيا و عموديا بالمغرب و بين التدابير المتخذة في سبيل تحقيق الادراج الفعلي للامازيغية بالمنظومة التربوية. ويتناول عبد الله قاسي (المغرب) في مقاله أهمية أطر هيئة الإشراف التربوي في مجال تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب من خلال دراسة استكشافية همت عينة من هذه الأطر على المستوى الوطني. ومن جانبه يتناول الباحث فؤاد ساعة موضوع المسالك الأمازيغية بالجامعة المغربية والإقبال الكبير على الدراسات الأمازيغية وكذا بعض المعيقات التي تحول دون بلوغ الأهداف المنشودة. وتروم المجلة الدولية " اللغات و اللسانيات " التي يديرها الدكتور موحى الناجي ويرأس تحريرها الدكتورة فاطمة صديقي الباحثان الجامعيان بفاس، الإسهام في إثراء المكتبة اللسانية وفي تيسير سبل التواصل بين الباحثين والطلبة المهتمين باللسانيات.