يدخل الملف الموضوعاتي للعدد الثاني من مجلة «أسيناك»، وهي مجلة يصدرها المعهد الملكي للثقافة، في إطار مسألة تدريس الأمازيغية من زاوية اختصاصات متنوعة، وكانت مقاربة موضوع الملف من خلال ثمان مساهمات، ثلاث منها باللغة العربية وخمس بلغات أجنبية، وإلى جانب الملف ذاته، تضمن العدد دراسات حول بعض مظاهر اللغة والثقافة الأمازيغية وكذا إبداعات بالامازيغية وعروضا لإصدارات وملخصات أطاريح جامعية. وضمن الملف لهذا العدد تناول أحمد عصيد بالدراسة القرار التاريخي لإدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية الوطنية، حيث حدد سياقه التاريخي وإطاره المرجعي وما قام عليه من خيارات ومبادئ وتوجهات وكذا أهم الرهانات السياسية والمعرفية والتنموية ذات الصلة. ويتناول مقال علي بنطالب بالدراسة موضوع تدريس الامازيغية في الحقبة الاستعمارية من حيث ظروف إقامته وأهدافه وسيره ومدى فشل المؤسسات المرصودة له. وفي باب العروض هناك قراءة محمد حمام لكتاب السلاطين العلويين والامازيغ لصاحبه محمد بوكبوط وقراءة محمد ألحيان لكتاب دراسات حول الفكر الميثي الأمازيغي لمؤلفه محمد أوسوس». وفي ختام الشق العربي من هذا العدد ملخص عن أطروحة احمد المنادي في موضوع «الشعر المغربي الأمازيغي الحديث بسوس. أما الشق المحرر بلغات أجنبية فيتضمن مساهمات العديد من الأساتذة حيث يعالج عبد العالي بنعمور مسألة اللغات الموجودة بالمغرب من زاوية النقاشات الدائرة، وخصصت فاطمة أكناو مقالتها لداكتيك الأمازيغية محللة بعض الاشكالات المتعلقة باللغة وتدبير التنوع، واعتمدت مقالة فاطمة بوخريص مقاربة دياكرونية لرسم معالم تطور هذا التعليم منذ بداية عهد الحماية الفرنسية إلى الوقت الراهن. وقدم موحى الناجي وصفا لاستراتيجية المدارس الجماعاتية لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية وتجربتها في مجال تدريس الأمازيغية. أما مقالة حمو بلغاري ومصطفى جلوق فإنها تقدم توضيحا ميدانيا حول تجربة مدرسة فرعية، يتخلص منها استدلال على أن الآباء المستجوبين يعتبرون تدريس الأمازيغية حقا ضروريا. ويتضمن كذلك هذا العدد خمس مساهمات، ثلاث منها باللغة الفرنسية وإثنتان باللغة الانجليزية وهي تعالج العلاقة بين التعليم والابداعات الشرعية وقضايا اللغة الأمازيغية والتنوع الثقافي.