أبرز وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، يوم الاثنين المنصرم، في هامبورغ (شمال ألمانيا)، التوجه الذي اعتمده المغرب من أجل تطوير رصيده الطاقي وتحقيق توازن ما بين الطاقات الأحفورية والطاقات المتجددة في السنوات المقبلة. وركز اعمارة، في مداخلة شارك بها في مائدة مستديرة نظمت في إطار المنتدى الألماني الإفريقي الثامن للطاقة الذي تنظمه جمعية المقاولات الألمانية الأفريقية، والذي افتتحت أشغاله اليوم، على تقدم أشغال إنجاز المحطة الأولى "نور ورزازات 1" التي تعد أكبر محطة في العالم بمواصفاتها التكنولوجية، والتي سيجري ضخها في الشبكة الكهربائية الوطنية انطلاقا من غشت 2015. كما أبرز الوزير، في مداخلته، أهمية برنامج المحطات الثلاث "نور ورزازات 2"، و"نور ورزازات 3"، و"نور ورزازات 4"، التي ستتيح استكمال مركب الطاقة الشمسية المركزة لورزازات الذي ستبلغ طاقته 540 ميغاوات. وأشار إلى أن المغرب وفي إطار هذه الاستراتيجية الطاقية قام بانتقاء مواقع جديدة لاحتضان المشاريع المستقبلية والمتمثلة في ميدلت وطاطا، تروم الحفاظ على الدينامية المحددة في مخطط الطاقة الشمسية المغربي (نور) والمتمثلة في إنتاج 2000 ميغاوات في أفق 2020، التي ستغطي نسبة مهمة من حاجيات المغرب من الطاقة. كما تحدث الوزير عن الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تسريع وتيرة التنقيب عن موارد أحفورية لإيجاد مصادر طاقية لتخفيض فاتورة الاستهلاك الطاقي. وأكد اعمارة أن المغرب يراهن على إمكانيات الطاقات المتجددة من أجل ضمان الإمداد وتعميم الاستفادة من الطاقة بأسعار مناسبة والاعتماد على برنامج مندمج للطاقات الشمسية والريحية عبر عدد كبير من المشاريع الواعدة، منها ما جرى إنجازه ومنها ما هو في طريق الإنجاز وأخرى قيد الدراسة. وأضاف أن المغرب يهدف في مجال الطاقات المتجددة إلى إنتاج نحو 6000 ميغاوات، أي بمعدل 2000 ميغاوات من كل من الطاقة الشمسية والطاقة الريحية والطاقة الهيدوكهرمائية، في أفق 2020 مما يجعله رائدا في هذا المجال في القارة الإفريقية. وعلى هامش المنتدى، أجرى اعمارة مباحثات مع عدد من نظرائه الأفارقة المشاركين تناولت سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة، بحضور على الخصوص سفير المغرب بألمانيا، عمر ازنيبر. جدير بالإشارة إلى أن المنتدى الألماني الإفريقي الثامن للطاقة، الذي تتواصل أشغاله على مدى يومين بحضور أزيد من 500 مشارك من بينهم وزراء وصناع قرار وخبراء، من ألمانيا وإفريقيا وأوروبا، سيتناول عددا من القضايا المهمة المتعلقة بقطاع الطاقة، خاصة منها تأثير تطورات السوق العالمية الحالية على قطاع النفط والغاز في إفريقيا، وعرض قصص نجاح لأعمال تجارية ألمانية إفريقية مشتركة في مجال الطاقة، والاطلاع على إمكانات الطاقة المتجددة في الأسواق الإفريقية.