فككت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي)، صباح أول أمس السبت، خلية إرهابية ينشط أعضاؤها في العديد من المدن في تجنيد وإرسال مقاتلين إلى سوريا وذلك بتنسيق مع تنظيمات إرهابية موالية للقاعدة، وضمنها مدينة سيدي سليمان، حيث اعتقلت شخصين، الأول يقطن بسيدي سليمان والثاني بالجماعة القروية القصيبة. وأكد مصدر أمني أن الاعتقال جاء في إطار العمليات الاستباقية للمصالح الأمنية لمواجهة خطر التهديدات الإرهابية، وتجنيد مقاتلين إلى سورياومالي والعراق. وأفاد المصدر أن المعطيات الأولية حول اعتقال الشخصين المذكورين تفيد أنهما لم يسبق لهما السفر إلى سوريا ومنطقة الساحل بمالي، بل كانا يعملان على استقطاب شباب للقتال بشمال مالي ومنطقة الساحل، وتجنيد شباب متشبعين بفكر "القاعدة"، قصد إرسالهم ل"الجهاد". وأشارت المصادر إلى أن مدينة سيدي سليمان شكلت معقلا لأشخاص متخصصين في تجنيد مقاتلين، تمكنوا من إرسال أزيد من 47 شخصا للقتال في سوريا وبشمال مالي، ضمن صفوف"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، و"حركة شام الإسلام"، و"جبهة النصرة"، و"الدولة الإسلامية بالعراق والشام" وحسب المعطيات الأمنية، فإن هؤلاء الشباب خضعوا لتداريب عسكرية، من أجل إشراكهم في عمليات إرهابية، وتهجيرهم من المغرب إلى ليبيا كمحطة أولى، وبعدها السفر إلى شمال مالي، وأحيانا أخرى يجري تجنيد "المتطوعين" داخل التراب المغربي، ثم إرسالهم إلى منطقة الساحل بطريقة سرية عبر الحدود المغربية الجزائرية، بتنسيق مع قياديي "تنظيم القاعدة"، الذين تتجلى مهمتهم أيضا في تسهيل مرورهم إلى شمال مالي وتزويدهم بمبالغ مالية مهمة. وفي هذا الصدد أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، بلاغا أول أمس السبت، أوضحت فيه أنه "في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعاون وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية ينشط أعضاؤها في عدد من المدن المغربية، في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا بتنسيق مع تنظيمات ارهابية موالية للقاعدة". وأضاف المصدر أن أعضاء هذه الخلية يقومون، علاوة على بيع ممتلكاتهم، بجمع تبرعات من المتعاطفين مع توجهاتهم "الجهادية" من أجل تمويل سفر المتطوعين للقتال بسوريا، بعد شحنهم وتحسيسهم بالاحترازات الأمنية التي يجب إتباعها، من خلال اجتماعات يتم عقدها بمنزل مخصص لهذا الغرض. وذكر البلاغ أن عملية إرسال هؤلاء المقاتلين تتم بتنسيق مع ممثلي التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة، خاصة "حركة شام الإسلام"، و"جبهة النصرة"، و"الدولة الإسلامية بالعراق والشام". وأفاد المصدر ذاته إنه "يتضح من خلال التفكيكات المتوالية للشبكات الإرهابية الناشطة في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، عزم تنظيم القاعدة وحلفائه على استهداف استقرار المملكة سيما أن هؤلاء المتطوعين المغاربة يستفيدون من تداريب دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد". وأشار البلاغ إلى أنه سيجري تقديم المشتبه بهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.