قال الحسين الوردي، وزير الصحة، إن المغرب قطع "خطوات كبيرة في الرفع من الحالة الصحية للسكان، وتأمين بيئة سليمة خالية من مسببات الأمراض"، مشيرا إلى أنه أمكن القضاء على بعض الأمراض الخطيرة المتنقلة عبر النواقل، التي كانت متوطنة طيلة النصف الأخير من القرن الماضي في جهات عدة من البلاد. الحسين الوردي وزير الصحة في لقاء نظمته الوزارة بشراكة مع منظمة الصحة العالمية أضاف الوزير، في لقاء نظمته الوزارة، بشراكة مع منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين بالرباط، تخليدا لليوم العالمي للصحة، الذي خصصته المنظمة العالمية للصحة هذه السنة لنواقل الأمراض، تحت شعار "نواقل الأمراض..حشرات صغيرة تنقل أمراضا خطيرة"، أنه بفضل "الجهود المكثفة واستراتيجيات محكمة جدا، تمكن المغرب من القضاء على الملاريا المتوطنة منذ سنة 2004، باعتراف من المنظمة العالمية للصحة، التي منحت المغرب شهادة الخلو من هذا الداء سنة 2010، والقضاء على داء البلهارسيا، إذ لم تسجل أي حالة متوطنة، منذ سنة 2005". وأبرز الوردي أنه، رغم كل هذه النتائج المهمة، يجب تكثيف وتعبئة جهود الجميع، لأن بعض الأمراض المنقولة عبر النواقل، مازالت متفشية، وأن بعض المدن الصغيرة والأحياء الهامشية للمدن المتوسطة والكبيرة تعاني ظروفا صحية وبيئية غير سليمة، ما يجعلها معرضة لوجود النواقل وتفشي الأمراض. وأشار الوزير إلى أن داء اللشمانيا بمختلف أنواعه مازال ساريا في مناطق عدة، وأن المغرب، كباقي بلدان العالم، معرض للتوسع الجغرافي للأمراض المنقولة بالنواقل، إذ أن التمدن السريع والعشوائي، وكذا التغييرات المناخية، قد تساهم في تكاثر الحشرات الناقلة والجرذان العائلة للأمراض. وأوضح أن وزارة الصحة ارتكزت في مجال مكافحة النواقل والحد من الأمراض الناتجة عنها على برامج صحية، تمت منذ ستينيات القرن الماضي، وشكل البرنامج الوطني لمكافحة النواقل ركيزة أساسية لعمليات مكافحة الملاريا، قبل القضاء على هذا المرض الخطير على الصعيد الوطني. وأضاف الوزير أنه، انطلاقا من هذه الإنجازات، وفي إطار استراتيجيتها القطاعية 2012-2016، بلورت وزارة الصحة خطة عمل لتطوير التدبير المندمج لمكافحة النواقل، وستعمل من خلال هذه الخطة على تبني مقاربة التدبير المندمج لمكافحة النواقل من طرف جميع جهات وأقاليم المملكة، وتعديل قانون المبيدات الزراعية، بشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قصد بلورة قانون جديد ينظم استعمال جميع أنواع المبيدات. وأفادت معطيات لوزارة الصحة أن المصالح الصحية كشفت، خلال سنة 2013 عن 2564 حالة لداء الليشمانيا الجلدي، و109 حالات لداء الليشمانيا الحشوي. وعزت ظهور هذه الحالات المرضية إلى ضعف تجهيزات الصرف الصحي ببعض المناطق، التي تعاني التأخر في البنيات التحتية الأساسية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، وجمع النفايات المنزلية، وضعف الوعي الجماعي بنظافة المجال السكني والمحيط البيئي. من جهته، أفاد إيف سوتيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من مليون حالة وفاة تسجل سنويا في جميع أنحاء العالم بسبب الأمراض المتنقلة عبر النواقل، أكثرها شيوعا الملاريا، وحمى الضنك، والبلهارسيا، واللشمانيا. ودعا سوتيغان الحكومات لأن تقوم بدورها في ضمان الصحة العمومية، وتطبيق التدابير اللازمة للوقاية من هذه الأمراض، ومكافحتها والقضاء عليها. وحث على تقوية نظم الترصد لديها، وضمان توافر خدمات التشخيص والمعالجة السريعة والفعالة لإنقاذ الأرواح، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية مستعدة لدعم هذه الجهود. كما دعا إلى العمل بالتدابير الوقائية، التي يمكن للناس اتباعها، كالمحافظة على نظافة البيئة، واستخدام أدوات الوقاية الشخصية، كاستخدام المواد الطاردة للحشرات، والتخلص من المياه الراكدة في الأماكن التي يتكاثر فيها البعوض، مثل الحاويات غير المستخدمة.