شكل اليوم العالمي للصحة مناسبة للكشف عن عدد من المعطيات ذات الصلة بالمجال الوطني في مجال الصحة، إذ عقدت وزارة الصحة يوم امس الاثنين ندوة سلطت الضوء خلالها على المخاطر الصحية التي تتسب فيها الحشرات الناقلة للأمراض وذلك انسجاما مع توجهات المنظمة العالمية للصحة التي اختارت شعار السنة "حشرات صغيرة، تنقل أمراضا خطيرة". تشخيص الواقع الوطني أبان ان المغرب معرض لانتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات وخاصة داء الليشمانيا الذي اعتبرته مصالح وزارة الصحة مشكلة صحية متفشية في بعض الأقاليم، فقد سجلت سنة 2013 ظهور 2564 حالة داء الليشمانيات الجلدية و109 حالة لداء الليشمانيات الحشوي. وهو مرض تعفني تنقله حشرة من فصيلة الفواصد. وتعزو المصالح ذاتها سبب هذا التفشي الى ضعف تجهيزات الصرف الصحي ومعالجة هذه المياه وجمع النفايات المنزلية وطمرها في المطارح المراقبة إضافة الى ضعف الوعي الجماعي بنظافة المجال السكني والمحيط البيئي. وحسب مصالح وزارة الصحة فقد ساهمت دراسة في تعزيز مجال المعالجة والوقاية والتدخل لاحتواء الليشمانيا الجلدية في 43 دوار تقع مجاليا في أزيلال وتنغير والصويرة وشيشاوة ومولاي يعقوب وصفرو وتاونات وبولمان. اما الإحصائيات العالمية في هذا الصدد فهي تكشف عن تسجيل 1.3 مليون حالة ليشمانيا سنويا. فيما يتوفى طفل كل دقيقة في أفريقيا جراء داء الملاريا، ويقضي بسببها إجمالا كل سنة 600 الف شخص غالبيتهم أطفال دون الخامسة. تهديد موازي اعتبرته وزارة الصحة من أسباب تفشي الأمراض وانتشارها جغرافيا وهو تضاعف التنقلات البشرية وعولمة التجارة والتحضر غير المعقلن وتغير المناخ، وذلك بفعل ظهور أمراض في مناطق وبلدان كانت من قبل سالمة منها. إذ سجل المغرب مثلا خلال سنة 2013 حوالي 314 حالة ملاريا وافدة من خارج الحدود. ويركز برنامج "التدبير المندمج لمكافحة النواقل" على تقوية القدرات والبحث الميداني لمكافحة النواقل والتدبير السليم للمبيدات المستعملة في الصحة العامة وإنشاء مختبرات لمتابعة حساسية البعوض للمبيدات الحشرية، كما سيتم الانكباب على تعديل قانون المبيدات الزراعية قصد تنظيم استعمالها، موازاة مع بلورة نظام معلوماتي عن مخزون المبيدات وضمان الشروط المطلوبة في أماكن التخزين وإتلاف المبيدات منتهية الصلاحية. كما تؤكد وزارة الصحة على ضرورة اليقظة في هذا المجال والتبليغ او الإخبار الفوري في حالة وقوع تسممات. هذا وقد توجت ندوة يوم امس بتوقيع قرار وزاري مشترك ينص على إنشاء لجن مركزية وجهوية وإقليمية من اجل مكافحة فعالة لنواقل الأمراض. يذكر ان مصالح وزارة الصحة وفي إطار التحسيس قدمت جملة من المعلومات والمعطيات حول عدد من الأمراض الخطيرة المنقولة بواسطة الحشرات وخاصة البعوض الذي يعد عدوا فتاكا للإنسان.