قرر خبراء دوليون متخصصون في مكافحة الإرهاب، أعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، وضع وحدات خاصة للتدريب لمكافحة الإرهاب، المهدد للسلم والاستقرار الدولي. (كرتوش) وأعلن الخبراء، في أشغال المنتدى الشامل أمس الأربعاء بالرباط، مجموعة من الإجراءات والتدابير الأمنية المتخذة لمكافحة الإرهاب وتهديد الأمن الدولي، من بينها، اهتمام المجتمع الدولي بمعالجة "مبادرة المقاتل الإرهابي الأجنبي"، ومبادرة الأدلة القائمة على معلومات استخبارية، التي تتناول التعقيدات التي يتعامل معها قطاع العدالة الجنائية عندما يأخذ بالاعتبار دور المعلومات الاستخبارية في التحقيقات والملاحقات القضائية الجنائية. وطالبوا بوضع ممارسات حسنة حول دور القضاة في التعامل مع قضايا مكافحة الإرهاب ضمن إطار حكم القانون، ودعم مشروع المنتدى مع مركز "هداية"، الذي ينظر في دور التعليم في كل من التحريض على التطرف العنيف ومكافحته. وأعلن ناصر بوريطة، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في افتتاح أشغال المنتدى، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن جولة جلالة الملك الأخيرة في بعض دول القارة الإفريقية، جاءت للتأكيد على وفاء المغرب بالتزاماته الدولية، والمساهمة في التنمية والاستقرار والأمن، داعيا الخبراء الدوليين في مجال مكافحة الإرهاب إلى جعل إفريقيا في قلب استراتيجية المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. وقال بوريطة، في تصريح ل"المغربية"، إن "التجربة المغربية في مجال مكافحة هذه الآفة هي من بين محاور الاجتماع، لما أثبتته من نجاعة، بفضل تمكن المغرب من وضع نهج شامل، يوافق فيه ما بين اليقظة الأمنية والعمليات الاستباقية لمكافحة الإرهاب، وجهود التنمية البشرية، والعمل على المستوى الديني وتقوية التدابير المتعلقة بمحاربة التطرف". وأوضح أن المغرب دعا، في الجلسة الافتتاحية، أعضاء المنتدى إلى إيلاء اهتمام كبير للمسائل الأمنية، خاصة في دول القارة السمراء، والاهتمام بالأمن في القارة الإفريقية، التي "تحتاج إلى أن يكون هذا الاهتمام الدولي مصحوبا، ليس فقط بقضايا التنمية، بل أيضا بالحفاظ على استقرار الدول والأنظمة في القارة،لأن التهديد الأمني، الذي ينتجه الإرهاب، يهم العديد من الدول الإفريقية". ويساهم المغرب، الذي يعد من بين الدول الأكثر نشاطا لما راكمه من خبرات وممارسات جيدة في إطار استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة لمحاربة التطرف والإرهاب، في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، لتدعيم رؤيته في مكافحة الإرهاب، التي تتحقق بوضع رهان تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية، ومكافحة الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية، وسط أي استراتيجية طويلة الأمد لمحاربة التطرف. كما يسعى، من خلال مشاركته النشيطة والمنتظمة، إلى المساهمة في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، وضمان استمرارية المنتدى، حتى يصبح مرجعا أساسيا في مكافحة الإرهاب الدولي. كما يتميز المغرب، على الصعيد الداخلي والدولي، بتحقيقه لإنجازات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، وتعاون ناجح مع شركائه وأصدقائه في مجال مكافحة الإرهاب، وتعبيره، خلال مختلف الاجتماعات التي نظمها المنتدى، عن استعداده للعمل مع الدول الأعضاء لزيادة حجم التعاون والتعبئة المشتركة ضد التهديد المتغير باستمرار الذي يثيره الإرهاب. واستضاف المغرب اجتماعات وأوراش عمل، وقدم مبادرات مستوحاة من استراتيجيته الشاملة لمكافحة الإرهاب. ومن بين أنشطة ومبادرات المغرب، سنتي 2012 و2013، هناك استقباله للاجتماع الثاني لفريق العمل المهتم بالعدالة الجنائية وسيادة القانون، وتنظيم ورشة عمل حول التهديدات والتحديات عبر الوطنية في منطقة جنوب المحيط الأطلسي، وتنظيم ندوة حول التعاون الإقليمي في القضايا الجنائية في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدان المغاربية ودول الساحل جنوب الصحراء، واستقباله للجلسة العامة لفريق العمل المهتم بالعدالة الجنائية وسيادة القانون، وتنظيم المبادرة المشتركة بين المغرب وهولندا حول موضوع المقاتلين الإرهابيين الأجانب. ويعد المنتدى مركز استنتاج للتدابير الوقائية الحادة من انتشار جرائم الإرهاب، والرامية إلى تمتين التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب، ويسعى لأن يكون منبرا للحوار غير الرسمي وللتأمل وتقاسم الخبرات بين الخبراء وجميع أصحاب المصلحة المعنيين في مكافحة الإرهاب على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.