يتباحث خبراء دوليون، قدموا إلى المغرب من القارات الخمس، حول الحلول الدولية المشتركة الكفيلة بالتصدي للعمليات الإرهابية واستثبات السلم الدولي وأمن الحدود بين الدول. ويعكف الخبراء الدوليون المتخصصون في قضايا الإرهاب الدولي، الأعضاء في المنتدى الدولي الشامل لمكافحة الإرهاب، في اجتماعهم التنسيقي الخامس، المنعقد اليوم الأربعاء وغدا الخميس بالرباط، على استنتاج الأهداف الواقية من انتشار جرائم الإرهاب، وتمتين التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب. ويهدف المنتدى إلى أن يكون منبرا للحوار غير الرسمي وللتأمل وتقاسم الخبرات بين الخبراء وجميع أصحاب المصلحة المعنيين في مكافحة الإرهاب على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. ويرى المغرب أن مكافحة الإرهاب تتحقق بوضع رهان تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية، ومكافحة الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية، وسط أي استراتيجية طويلة الأمد لمحاربة التطرف. كما يعد المغرب، العضو المؤسس للمنتدى، من بين الدول الأكثر نشاطا في المنتدى الدولي الشامل لمكافحة الإرهاب، لما راكمه من خبرات وممارسات جيدة، وقع تطويرها في إطار استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة لمحاربة التطرف والإرهاب. ويسعى المغرب، من خلال مشاركته النشيطة والمنتظمة المساهمة في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، لأن يصبح المنتدى مرجعا أساسيا في مكافحة الإرهاب الدولي، ففي غضون ثلاث سنوات من تأسيسه، تميز المنتدى الدولي الشامل بثراء وتنوع الأنشطة التي ينجزها بها، وأصبح منبرا مهما في مكافحة الإرهاب، يحضره ما يقرب من 30 عضوا يمثلون القارات الخمس، فضلا عن العديد من المنظمات الدولية والإقليمية. ويتميز المغرب، على الصعيد الداخلي والدولي، بتحقيقه لإنجازات مهمة بتعاون ناجح مع شركائه وأصدقائه في مجال مكافحة الإرهاب. كما يتميز بتعبيره، خلال مختلف الاجتماعات التي نظمها المنتدى، عن استعداده للعمل جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء لزيادة حجم التعاون والتعبئة المشتركة ضد التهديد المتغير باستمرار الذي يثيره الإرهاب. واستضاف المغرب اجتماعات وورش عمل وقدم مبادرات مستوحاة من استراتيجيته الشاملة لمكافحة الإرهاب. ومن بين أنشطة ومبادرات المغرب، سنتي 2012 و2013، هناك استقباله للاجتماع الثاني لفريق العمل المهتم بالعدالة الجنائية وسيادة القانون، وتنظيم ورشة عمل حول التهديدات والتحديات عبر الوطنية في منطقة جنوب المحيط الأطلسي، وتنظيم ندوة حول التعاون الإقليمي في القضايا الجنائية في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدان المغاربية ودول الساحل جنوب الصحراء، واستقباله للجلسة العامة لفريق العمل المهتم بالعدالة الجنائية وسيادة القانون، وتنظيم المبادرة المشتركة بين المغرب وهولندا حول موضوع المقاتلين الإرهابيين الأجانب. ويشترك في رئاسة المنتدى الشامل كل من الولاياتالمتحدة وتركيا، ويعتمد قراراته في الاجتماعات الوزارية للجنة التنسيق، وللمنتدى مجموعات عمل إقليمية وموضوعاتية، تهتم ببناء القدرات في منطقة الساحل، والعدالة الجنائية وسيادة القانون، بناء القدرات في القرن الإفريقي، وبناء القدرات في جنوب شرق آسيا، ومكافحة التطرف والعنف. والدول الأعضاء، بالإضافة إلى المغرب، هي أستراليا، وكندا، والصين، وكولومبيا، والدنمارك، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والأردن، وهولندا، ونيوزيلندا، ونيجيريا، والجزائر، وباكستان، وقطر، وروسيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، وإسبانيا، وسويسرا، وتركيا، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي. وتأسس المنتدى على هامش الاجتماع 65 للأمم المتحدة، في شتنبر 2011 بنيويورك، وتندرج أنشطته في إطار الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة.