رغبة في مقاربة مواطنة لموضوع السلامة الطرقية بالمغرب، نظمت "الشركة المغربية الدولية لتدبير وإدارة المخاطر"، مائدة مستديرة حول "السلامة الطرقية: مكانة ودور وسائل الإعلام والمجتمع المدني"، بتعاون مع جمعية المنتدى، للسنة الثانية على التوالي. واعتبر المشاركون هذه المائدة من بين التظاهرات القليلة بالمغرب التي تهتم بالتواصل الاجتماعي الوقائي والدور الحيوي، الذي تلعبه وسائل الإعلام والمجتمع المدني في محاربة آفة حوادث السير بالمغرب. وشهدت هذه المائدة المستديرة، التي نظمت، أخيرا، بالدارالبيضاء، مشاركة العديد من المتدخلين يمثلون وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والأمن الوطني، إضافة إلى مجموعة من الخبراء وممثلين عن مختلف المنابر الإعلامية، وفاعلين في القطاعين العمومي والجمعوي، وباحثين جامعيين ومهنيين ومربين. وأبرز المتدخلون أن الهدف من هذه المحطة التواصلية، يبقى هو مناقشة إشكالية السلامة الطرقية بالمغرب، وتحديد العراقيل التي تحول دون بلورة الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، ودور الإعلام، إلى جانب فاعلين آخرين في التقليص والوقاية من حوادث السير. وأكدت المداخلات التي شهدها هذا اللقاء، أن موضوع السلامة الطرقية، يبقى من المحاور الرئيسية لعمل "موروكو ريسك منجمنت أنترناسيونال"، حيث تقوم الشركة سنويا بالعديد من الحملات التحسيسية والدراسات لفائدة العموم والمهتمين، مساهمة منها في المجهودات المبذولة للحد والتقليص من الأضرار والآفات الناجمة عن حوادث السير. وتمثلت مبادراتها سنة 2013، بتنظيم ندوة دولية، وبرامج تكوينية، وانطلاق العمل بالشراكات. وأفاد المتدخلون أن المغرب يسجل سنويا الآلاف من الجرحى والمعاقين والقتلى، بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية الباهضة، مبرزين أن هدف الجهة المنظمة هو المساهمة في عمليات التحسيس والتواصل، من أجل الحد من ظواهر حوادث السير وإشراك الفاعلين في هذه العملية ومن بينهم وسائل الإعلام لمواكبة هذا التوجه ومصاحبة هذه الشركة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، المرتكزة على ثلاثة محاور تهم التكوين والمساندة والتشجيع. وخلص المشاركون في هذه المائدة المستديرة، إلى طرح مجموعة من الأفكار والاقتراحات التي ستعتمد كتوصيات سترفع للجهات المعينة، حيث تم التركيز على ضرورة العمل بمقاربات تفاعلية بين كل من الإعلام والمجتمع المدني والقطاع الخاص والقطاع العام، والتأكيد على منهجية التعلم أولا تم التكوين ثانيا، إلى جانب ضرورة معالجة ظاهرة حوادث السير من منظور تقني وعلمي محض، اعتمادا على العلوم الحديثة الخاصة بمخاطر الطريق والسلامة الطرقية. كما أوصى المشاركون بضرورة تأهيل الجمعيات وإلزامها بالتخصص في السلامة الطرقية، مع ضرورة الانفتاح على خبرات ومؤهلات المكاتب والشركات الخاصة العاملة في مجال السلامة الطرقية. وتعتبر الطرق المغربية من بين الأكثر دموية في العالم، فهي تحصد أرواح أزيد من 4 آلاف شخص سنويا، وتسجل 12 ألف جريح، كما تلتهم حوالي 14 مليار درهم سنويا، أي ما يعادل 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام.