يستعد مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، لإطلاق دورته العشرين من 13 إلى 21 يونيو تحت شعار "منطق الطير: عندما تسافر الثقافات ...". الفنان العراقي كاظم الساهر أفاد بلاغ لمؤسسة روح فاس، توصلت "المغربية" بنسخة منه أن المهرجان سيحتفي هذه السنة بمرور 20 عاما من الرحلة الموسيقية والروحية والفنية عبر التراث والثقافات العالمية، التي انكشفت بعمق وبالتدريج، بمناسبة حفل موسيقي أو معرض أو فيلم أو ندوة فكرية، مشيرا إلى أن المنظمين سيقدمون ما استلهموه من العشرين السنة المنصرمة الغنية بإبداعاتها الفنية ولقاءاتها الثقافية، على مدار أسبوع كامل. وأكد المنظمون أن مدينة فاس ستخفق كلها على إيقاعات المهرجان بأنشطة واسعة مفتوحة للجميع منها حفلات مهرجان ليالي المدينة على خشبة ساحة باب أبي الجنود، وأنشطة تربوية بيداغوجية، وبرامج موجهة للشباب، ومعارض، وعروض أفلام، وزيارات ثقافية حية داخل المدينة. وأفادوا أن الدورة الجديدة ستمد الجسور مع فنانين كبار من جميع القارات أبرزهم روبرتو أليانا، الذي يتميز بصوته الفريد، وتوماتيتو الذي ينتمي إلى جانب باكو دي لوسيا إلى نخبة "القيثارة الفلامنكية" القادمة من إسبانيا، وستمثل لوزميلا كاربيو بوليفيا، ويمثل أمريكاالشمالية الفنان بودي غي، أسطورة "شيكاغو بلوز" للمرة الأولى بالمغرب رفقة أكبر رواد الموسيقى الأسطورية في الثقافة الأفروأمريكية. وتستقبل الدورة الجديدة يوسو ندور بجوني كليك من أجل تكريم نيلسون مانديلا، ورقية تراوري من مالي، وقيصر الأغنية العربية كاظم الساهر أحد الوجوه الفنية البارزة للطرب العربي العريق، وذاكر حسين الموسيقي الهندي الأكثر شهرة في النقر الطبلة. ويمثل المغرب نخبة من الفنانين، الذين سيحيون حفل الافتتاح بعرض فني عربي يهودي أندلسي يقدمه خيرة الفنانين المسليمن واليهود ممثلين غنى وجمالية تراثنا الثقافي والفني. وسيقدم المهرجان أيضا، حفلات لفنانين من مجموعة أخرى من الدول والثقافات تمثلها الصين، وفلسطين وايرلندا، وهنغاريا، بفضاء متحف البطحاء، وأمسيات باب الماكينة وليالي المدينة العتيقة والليالي الصوفية المعتادة بدار التازي. كما ستواصل دورة 2014 فعاليات منتدى فاس "إضفاء الروح على العولمة"، خلال الصباحيات الخمس الأولى من المهرجان، وسيتناول موضوع " الثقافات والهويات في مرحلة الانتقال " وستتمحور مواضيعه حول "السياسة حسب تصور نيلسون مانديلا"، "المجتمعات متعددة الثقافات: تحديات التعايش"، "المغرب و تحديات التنوع"، "هل يمكن تحقيق نموذج آخر من مانديلا بالشرق الأوسط ؟"، و"القيم الروحية و المقاولة". من جهة أخرى، تستعد مدينة فاس لاحتضان فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، التي ستنظم من 12 إلى 19 أبريل المقبل ،تحت شعار "على خطى ابن عربي"، بمشاركة باحثين ومفكرين وطرق صوفية من المغرب والعالم العربي والإسلامي وأوروبا. وتتميز الدورة الثامنة، التي تحتفي بالشيخ الأكبر ابن عربي، بتكريم إحدى منارات التصوف بالعالم العربي، اللبنانية سعاد الحكيم المتخصصة في قراءة نصوص ابن عربي وصاحبة كتاب "نظرية الحب عند ابن عربي". وقال فوزي الصقلي، رئيس جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية٬ خلال تقديمه برنامج الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن دورة 2014 ستحتفي بابن عربي بعرض فيلم "البحث عن محي الدين" لناصر خمير، كما ستكرم المرأة المتصوفة من خلال الباحثة اللبنانية سعاد الحكيم صاحبة "المرأة ولية.. وأنثى.. في نصوص ابن عربي". وأشار الصقلي إلى أن المهرجان يهدف إلى مساءلة دور التصوف في عالم اليوم٬ واستكشاف الفنون والمشاريع الثقافية والاجتماعية الجديدة، التي من شأنها تشجيع الحوار الثقافي والحضاري، موضحا أن هذا الملتقى الدولي من شأنه أن يساهم في جعل الصوفية ثقافة مشتركة٬ وقاسما بين طرقها بتعدد اتجاهاتها. ويتميز برنامج الدورة، حسب المنظمين، بتنظيم لقاءات فكرية وحفلات فنية للسماع والموسيقى الصوفية بمتحف البطحاء، حيث سيجري تنظيم حوالي 20 لقاء فكريا على خطى ابن عربي بمشاركة مفكرين وأكاديميين ومهتمين بالتصوف من المغرب والخارج. وبخصوص الشق الفني للمهرجان ستشهد الدورة الثامنة تنظيم حفلات للسماع والموسيقى الصوفية تحييها فرق فنية من المغرب والخارج، ومن أبرز الفقرات حفل فرقة "كورو بنيانا" التي ستقدم أغاني الفلامينكو المستوحاة من قصائد ابن عربي، وموشحات صوفية للشرق والغرب من أداء حمام خيري، ومروان حاجي وأمينة بنسودة، وحفلات سماع تحييها كل من الطرق الشرقاوية، والقادرية، البوتشيشية، والصقلية، والوزانية، والحراقية من المغرب والطريقة الخلواتية من تركيا، والطريقة القادرية من البوسنة والهرسك. ومن أقوى لحظات المهرجان سهرة السماع الصوفي والموسيقى العربية الأندلسية التي سيحييها بفندق جنان بلاص مع منشدي السماع بالمغرب، ويتعلق الأمر بعبد الرحيم الصويري، ومحمد باجدوب، ومروان حاجي، ومحمد وعبد الفتاح بنيس، وسعيد الشرايبي، مرفقين بأركسترا الموسيقى الأندلسية لمحمد بريول.