تشكل مجموعة "زمان" قوة إعلامية مؤثرة في تركيا. بدأت من الصفر، ولم تتجاوز مبيعاتها في البداية 10 ألاف نسخة، لكن طموحها كان كبيرا، فظلت تطور نفسها يوما بعد يوم إلى أن تبيع حاليا، مليون و200 ألف نسخة في اليوم، ويتم توزيعها في 30 دولة، ويفوق طاقمها الصحافي 800 فيما بلغ عدد المراسلين 90. مقر جريدة زمان بإسطمبول في بناية ضخمة، تتكون من سبعة طوابق وسط إسطنبول توجد جريدة "زمان"، الصادرة باللغة التركية، وهي أول جريدة سياسية في تركيا تصل مبيعاتها إلى مليون و200 ألف نسخة في اليوم، ويتم توزيعها في 30 دولة، وهي موالية لحركة "الخدمة". قبل أن تطفو الخلافات بين رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان و"الخدمة" إلى السطح، كانت هذه الأخيرة تهاجم طريقة تدبير أردوغان للشؤون السياسية للبلاد عبر أعمدة الجريدة التي يكتب فيها إعلاميون متخصصون في الشأن السياسي المحلي، وهي الآن تواصل دعمها لحركة "الخدمة"، خاصة في ظل الأحداث السياسية التي تعيشها. وأول ما يثير انتباهك قبل دخول البناية لوحتان إشهاريتان كبيرتان كتب عليهما "زمان" بحروف لاتينية، واحدة مثبتة على الواجهة الأمامية للبناية والثانية في الخارج مقابل المدخل. وعند المدخل، يوجد فضاء واسع مجهز بقاعات لاستقبال الضيوف وقاعة للاجتماعات، خاصة أن المجموعة أصبحت تستقبل أعدادا عائلة من الزوار خلال السنوات الأخيرة، حيث استقبلت الجريدة سنة 2013 ما مجموعه 30 ألف زائر من الإعلاميين من خارج تركيا. لدى وصولنا إلى مقر الجريدة، التي تضم ضمن مجموعتها مجلة "أكسيون" السياسية ووكالة الأنباء "جيهان" وصحيفة "زمان توداي" الناطقة بالإنجليزية، وجدنا في استقبالنا بوسطان جميل أغلو، مدير مكتب وكالة جيهان في دمشق الذي رافقنا في جولة للمجموعة الإعلامية. ما يثير الانتباه داخل مقر "زمان" الطاقم الصحافي الكبير، معظمهم متخرجون من جامعات الاعلام، من بينهم كتاب الأعمدة المتخصصون في معالجة وتحليل الأحداث السياسية المحلية على الخصوص والدولية. وتعتبر "بوسطا" الجريدة الوحيدة المنافسة ل"زمان"، لكنها تبيع 400 ألف نسخة في اليوم فقط، وهو رقم يظل بعيدا عن مبيعات "زمان". وقال بولنت كوريكو، مدير تحرير مجلة "أكسيون" إن جريدة "زمان" كانت تبيع 10 آلاف نسخة بداية تأسيسها، وظلت تتطور يوما بعد يوم إلى أن وصلت إلى مليون ونصف نسخة حاليا، وأصبحت توزع في 30 بلدا وتطبع باللغتين التركية واللغة المحلية لكل بلد توزع فيه، وأن مبيعاتها مستمرة في الارتفاع في الوقت الذي تتراجع مبيعات باقي الجرائد الأخرى. وعزا ذلك إلى كون هذه الأخيرة تحافظ على مبدأ المصداقية، كما أن لها منهجيتها الخاصة في الحفاظ على قرائها من المشتركين في كل أنحاء تركيا من خلال التواصل معهم عبر عقد لقاءات صحافيي الجريدة معهم لمعرفة وجهات نظرهم حول منتوج المؤسسة الإعلامية أو من خلال توفير خط هاتفي مجاني خاص باستقبال مكالماتهم والاستماع إلى ملاحظاتهم وانتقاداتهم والأخذ بها بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن 90 في المائة من قراء الجريدة هم من المشتركين. وعلى مستوى توزيع الجريدة، فإن الأخيرة تملك شركة توزيع، لذلك فمشاكل التوزيع غير مطروحة داخل المجموعة، وإذا تأخرت الجريدة في الوصول، حسب كوريكو، فإن المشترك يتصل بالجريدة وتتم معالجة المسألة، لكن في الغالب، هذا المشكل غير مطروح. تسعون مراسلا في الطابق الثاني، زرنا جريدة "زمان توداي" الناطقة بالإنجليزية، التي أسست سنة 2007 وتوزع بالخارج، وهي جريدة منافسة لجريدة "دلت"، وإلى جانبها توجد وكالة أنباء "جيهان"، التي تتوفر على مراسلين في 90 دولة، وتنافسها في الساحة الإعلامية وكالة أنباء الأناضول الحكومية. ولوكالة "جيهان" 800 مشترك داخل وخارج تركيا ولها اتفاقيات تعاون مع وكالة الأنباء الروسية والفرنسية، وهي تكتب باللغة التركية والروسية والإنجليزية والفرنسية والكردية المحلية والعربية، ويشتغل بها صحافيون من جنسيات مختلفة. ويستعد إعلاميو الوكالة، لمراقبة الانتخابات البلدية بتركيا والتي ستجرى خلال شهر مارس الجاري، ونقل نتائجها للرأي العام ولقراء مجموعة "زمان" الإعلامية بشكل فوري، خاصة أنه سبق أن راقبت هذه الانتخابات 6 مرات من قبل. وقال بولنت كوريكو مدير تحرير مجلة "أكسيون" الأسبوعية، المهتمة بالقضايا السياسية، إن وكالة الأنباء "جيهان" ستراقب الانتخابات البلدية بتركيا، حيث سيحضر مراسلوها عند كل صندوق من صناديق الاقتراع بمختلف أنحاء تركيا يراقبون عملية الفرز وينقلون النتيجة بعد ذلك مباشرة للرأي العام، حيث إنه في السابق، حسب كوريكو، كان المواطنون التركيون ينتظرون لساعات طويلة من أجل معرفة النتائج النهائية للعملية الانتخابية. لكن الآن، يضيف مدير تحرير مجلة "أكسيون" خلال ساعتين تقريبا يُعلن عن النتائج في جميع أنحاء تركيا، فعلى الصعيد المركزي تنشر النتيجة في الصفحة الأولى لجريدة "زمان" وعلى صعيد المدن تنشر في الصفحة المحلية الخاصة بالمدن. خمس مطابع من بين سبعة طوابق، التي يتشكل منها مبنى "زمان"، يوجد بأحدها أكبر مطبعة بتركيا تطبع 500 ألف نسخة يوميا، كما تتوفر "زمان" على 5 مطابع أخرى حديثة الطراز في مدن مختلفة تقوم بدورها بالطباعة، مما يخفف الضغط في عملية الطبع والتوزيع في تركيا. ويشرف على عملية التوزيع مركز للعلاقات العامة، يضمن توصل المشتركين بالجريدة في الساعة الثامنة صباحا من كل يوم، في الوقت الذي تتم عملية الطباعة في الساعة العاشرة ليلا. 800 صحافي يشتغل بمجموعة "زمان" 800 شخص من مختلف الشرائح التركية ومختلف الجنسيات، منهم طاقم من الصحافيين المهنيين المتخرجين من جامعات الإعلام والاتصال وتقنيين يشتغلون بأقسام التصوير والمونتاج، وموظفون بقسم العلاقات العامة والتوزيع، الذي يبحث في المشاكل المرتبطة بالاشتراك ويعالجها من أجل تطوير مبيعات الجريدة. وبالطابق الثالث لجريدة "زمان" يوجد مركز الأخبار، وهنا يجتمع رؤساء الأقسام كل يوم مع الصحافيين لتقديم مقترحاتهم بشأن الأخبار الراهنة، وبعد ذلك يجتمع رؤساء الأقسام مع رئيس التحرير لمناقشة هذه الأخبار والمواضيع المطروحة للاشتغال. ويوجد قسم خاص بالأخبار الوطنية لديه مدير تحرير يشرف عليه، وقسم للأخبار الدولية يشرف عليه مدير خاص به أيضا، فيما يتدخل المدير العام في الصفحة الأولى. ويوجد بالمجموعة مطعم كبير يوفر وجبة الغذاء للعاملين بها بالمجان، كما يوجد مسجدان واحد للرجال وآخر للنساء.