تواصلت لليوم الثاني الجولة التي تقوم بها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير عبر الأقاليم الصحراوية وحلت الفعاليات المشاركة في الجولة، أول أمس السبت، بمدينة السمارة، التي يعتبرها الصحراويون مهد المقاومة والعاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية، حيث أقيم لقاء بمقر العمالة حضرته شخصيات مدنية وعسكرية، ألقى خلاله المشاركون مداخلات تمحورت حول تطور أشكال العمل الوطني، من أجل الاستقلال والوحدة والتنمية. في كلمته، عبر محمد سالم البوهي، رئيس المجلس الإقليمي لمدينة السمارة، عن مكانة ذكرى معركة الدشيرة وتزامنها مع ذكرى جلاء آخر جندي إسباني عن الصحراء في 28 فبراير 1976، كما لم يفت البوهي الإشارة إلى تزامن هذه الذكرى، أيضا، مع ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة في اليوم نفسه، وهي مصادفة لها مكانتها عند الصحراويين وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد. وبعبارات لا تخلو من الصراحة، قال البوهي إن الاحتفاء بالذكريات الوطنية الغالية لا يجب أن يبقى حبيس المناسبات وداخل رفوف الأرشيف، وإنما يجب أن يخرج للوجود ويصبح حقيقة يعيشها المواطنون، خاصة الأطفال. وطالب البوهي بضرورة إقرار الأعمال الوطنية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير ضمن البرامج التعليمية، لأنه حسب البوهي لا يمكن أن يكون أبناء المغرب أقل وطنية من أبائهم وأجدادهم وهم يتعلمون أن كل شبر من الأرض التي يمشون فوقها ارتوت بدماء أسلافهم. كما طالب البوهي في كلمته بضرورة توثيق تاريخ الكفاح الوطني وإيجاد سبل علمية وتكنولوجية لنشره وإيصاله إلى الجيل الصاعد. من جهته، رد مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، على طلب رئيس المجلس الإقليمي للسمارة بإدراج مقترحه، مشيرا إلى أن عددا من الخطوات سبق اتخاذها بهذا الصدد، وأن المندوبية وضعت على عاتقها جمع وتدوين ونشر تراث الكفاح الوطني، مؤكدا في الوقت نفسه، أن المقاومة عمل مستمر في الزمان والمكان، وأنه مهما فعل الوطن للمقاومين وأبنائهم فمواقفهم لا تقدر بثمن. وتقديرا من المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير جرى توزيع 48 إعانة ومساعدات على 13 أسرة للمقاومة، وتكريم 11 مقاوما، وتقديم دعم مالي لثلاثة أبناء للمقاومين، من أجل إطلاق مشاريع اقتصادية في إطار التشغيل الذاتي. من جهة أخرى، عرج الكثيري على الدور العدائي الذي يقوم به النظام الجزائري في السر والعلن، للنيل من وحدة المغرب واستقلاله، ويسعى جاهدا بكل الوسائل لإثارة الفتن في المغرب وضرب وحدته الوطنية. وقال الكثيري إن دوره محكوم عليه بالفشل، لأن المغاربة موحدون خلف قائدهم جلاله الملك محمد السادس، مشيرا في الوقت ذاته إلى التلاحم نفسه الذي جمع بين المغاربة في أوقات تاريخية سابقة، خلال عهدي المغفور لهما الملكين الراحلين محمد الخامس محرر الوطن، والحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء. من جانبه، أكد مولاي سيدمو الشرفي في كلمة باسم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالسمارة، أن مغربية الصحراويين لا تشوبها شائبة ولا يمكن القفز عليها بالأعمال الكيدية، وقال إن دور خصوم الوحدة الترابية ميؤوس منه، لأنهم لا يقرأون التاريخ، إذ يكفي أن يستحضروا في حسابهم تلاحم العرش والشعب وتضحية الأسلاف بأرواحهم وسكب دمائهم في سبيل استقلال البلاد ووحدتها، ليتأكدوا أن مساعيهم بتقسيم المغرب، خدمة لأجندة استعمارية قديمة وحديثة مصيرها الفشل. في ختام اللقاء رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ينوهون فيها بتعليمات جلالة الملك ودعوته السامية لإشراك كافة الفعاليات الوطنية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية. تجدر الإشارة إلى أن وفدا من ممثلي منظمات المجتمع المدني من داخل المغرب وخارجه ترافق وفد المندوبية السامية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير وإعلاميين وحقوقيين للالتقاء بمقاومين صحراويين وتبادل الحديث معهم.