قال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن تعامل المغرب في سياسته الجديدة للهجرة "متكافئ ويعتمد على معايير واضحة يجب احترامها من قبل الجميع لتسوية وضعيتهم القانونية بالمغرب دون تمييز" ونفى تمييز السلطات المغربية بين المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء حسب جنسياتهم، وتفضيلها للمهاجرين الأوروبيين، على حساب المتحدرين من بلدان إفريقية وآسيوية. وأضاف بيرو، خلال النسخة 17 من ملتقى الأفكار، الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية لفائدة السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن "المغرب أعطى للإنسانية المقام الأول في سياسة الهجرة التي وضعها، إذ تركز على صون حقوق المهاجرين، بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يجد المهاجرون غير الشرعيين أنفسهم بها"، مؤكدا أن "المبادرة الملكية كانت رائدة وجريئة وستمكن الآلاف من التحول من وضع سمته القلق إلى الطمأنينة". وأبرز الوزير، في اللقاء الذي حضره 50 سفيرا معتمدين بالمغرب، أن "المغرب لا ينهج سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع المهاجرِين الأجانب، فالأوروبِي والآسيوي والإفريقِي كلهُمْ على حد سواء عندنا، ومسطرة تقنين المهاجرِين واضحة، ولا تضعُ اعتبارًا لجنسية المهاجر غير النظامي"، معلنا أن المعايير التي اعتمدها المغرب لمنح بطاقة الإقامة لكل منْ أثبت وجودهُ لخمس سنوات، سواء عبر ختم جواز السفر، أوْ وصفة طبيب، فضلا عن المهاجرِين غير الشرعيين الموجودِين في حالةٍ زواج، أوْ للمهاجرِين غير الشرعيين المرتبطين بمهاجرين قانونين، لأربع سنوات، أوْ المجيء بعقد عمل لمدة محددة، أوْ المصاب بمرض خطير وموجود بالمغرب، تهدف لخدمة المهاجرين، واحترام حقوقهم وتسهيل اندماجهم داخل المجتمع المغربي، وتحرص على حصول أبنائهم على التعليم، والرعاية الصحية. وقال "قمنا بدراساتٍ مقارنة، ولمْ نأتِ بمعاييرنا المعتمدَة جزافًا، أتحدَّى أنْ يأتِي أيُّ مدعٍ بما يظهرُ أنَّنا مارسنا الميز بين المهاجرِين"، مشددا على أن المعايير والشروط، التي وضعها المغرب من أجل تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين على أراضيه وطالبي اللجوء، "هي الأكثر ليونة في كل السياسات والتجارب الدولية السابقة في هذا المجال، كما أن السلطات، حين تطبيقها للسياسة الجديدة للهجرة، لم تخص جنسية دون أخرى". وبالنسبة للجالية المغربية بالخارج، قال بيرو إن المغرب يولي عناية خاصة لجاليته، كما يحرص على إبقاء صلة المهاجرين بجذور الوطن، من خلال تلقين اللغة العربية، وأرسل أئمة متنورين للتأطير في الحقل الديني، مشيرا إلى أن المغاربة أبانوا عن اندماج واحترام في بلدان الاستقبال. من جانبه، قال عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الديبلوماسيَّة، إنَّ اللقاء جاء لإطلاع السفراء الأجانب على إنجازات الوزارة المكلفة بالجاليَة، خصوصًا بعد بدء تسليم بطاقات الإقامة للمهاجرين غير النظاميين في المغرب، التِي تجاوز عددها 500 بطاقة من أصل عشرة آلاف طلب، بعد مبادرة المغرب إلى تقنين الوضع بناءً على تقارير حقوقيَّة.