شهدت مؤسسة عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية في مدينة الدارالبيضاء تنظيم لقاء فكري وتواصلي حول الأنثروبولوجيا في المغرب، من خلال مناقشة النسخة العربية لكتاب "القريب والبعيد.. قرن من الأنثروبولوجيا بالمغرب"، للأنثروبولوجي المغربي، حسن رشيق، من ترجمة حسن الطالب. وجمع اللقاء، الذي يأتي ضمن البرنامج الثقافي "كتاب ومؤلف"، من تأطير مؤسسة عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، مجموعة من المهتمين بمجال العلوم الإنسانية، ناقشوا مضامين المؤلف الذي يقدم قراءة وفهما للإرث الأنثروبولوجي للمجتمع المغربي، من خلال فهم ثقافة ومزاج وروح وذهنية المغاربة. واهتم حسن رشيق بالتعرف على ثقافة المجتمع المغربي، انطلاقا من كتابات الأنثروبولوجيين السابقين، الذين اشتغلوا على المغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين 1890 و1980، مثل شارل دو فوكو، وأوغيست موليراس، وجورج سالمون، وروبير مونتاني وجاك بيرك، وغيرهم، لفهم مظاهر وظواهر من الحياة اليومية للمغاربة. وأبرز رشيق اهتمامه بالزاوية المعتمدة في أعمال هؤلاء الأنثروبولوجيين حول المجتمع المغربي، بغض النظر عن انتمائهم إلى المرحلة الكولونيالية، أو ما سبقها أو ما تلاها، في مقابل تركيزه على المفاهيم والنظريات المعتمدة من قبلهم لفهم الثقافة المغربية، والتي سمحت بإنتاج معرفة اختلفت من أنثروبولوجي إلى آخر. وتبعا لذلك، تحدث رشيق عن تركيزه على الطريقة التي نهجها الأنثروبولوجيون في كتاباتهم، وبالسند المعرفي المعتمد عليه، على اعتبار أن الكولونيالية لا تعطي بالضرورة المعرفة المنتجة نفسها، الشيء الذي ظهر جليا من خلال أعمالهم التي تختلف عن الأخرى سواء من خلال المنطلقات النظرية والمنهجية أو من خلال خلاصاتها. وأفاد رشيق، اعتماده المنهج الفهمي للتعرف على إرث المجتمع المغربي، انطلاق من الوضعية الاثنوغرافية ورصد مدى تغيرها في المغرب، باعتماد 3 محددات، المحدد الثقافي ومحدد المكانة الاجتماعية والمحدد النظري، إلى جانب اعتماد سوسيولوجيا المعرفة للتعرف على حياة المغاربة وطقوس حياتهم اليومية. وأبرز النقاش أهمية الكتاب بالنسبة إلى الطالب والباحث في مجال العلوم الإنسانية، وفي الأنثروبولوجيا على وجه الخصوص، للتعرف على البنية الاجتماعية للمجتمع المغربي خلال الفترة المذكورة. تجدر الإشارة، إلى أن حسن رشيق، أستاذ بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، وأستاذ زائر في العديد من الجامعات الدولية، له عدة مؤلفات من بينها "سلطان الآخرين، الطقوس والسياسة في الأطلس الكبير"، و"البقاء رحلا"، و"ترميز الأمة، بحث حول توظيف الهويات الجماعية في المغرب"، و"استعمالات الهوية الأمازيغية".