حذر خبراء علميون حسب دراسة علمية حديثة من مخاطر دخول كوكب الأرض في حالة الدفيئة )البيت الزجاجي( بشكل لا رجعة فيه، مع تواصل ارتفاع درجة حرارة الكوكب، داعية إلى اتباع آليات جديدة للحفاظ على الكوكب مثل تحسين إدارة الغابات وإدارة التربة والحفاظ على التنوع الحيوي. وقالت الدراسة -التي نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة أخيرا -إن كوكب الأرض مهدد بدخول حالة "الدفيئة" أو البيت الزجاجي، حين سيكون متوسط درجات الحرارة أعلى بمقدار ما بين 4 و 5 درجات مئوية حتى لو تم الوفاء بأهداف تقليص الانبعاثات بموجب اتفاق عالمي بشأن المناخ، وفقا لوكالة رويتر. وأعد الدراسة علماء من مركز "استكهولم" للقدرة على التكيف، وجامعة "كوبنهاجن"، والجامعة الوطنية الأسترالية، ومعهد "بوتسدام" لأبحاث التأثيرات المناخية. وأفادت الدراسة أنه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن للمناخ العالمي أن يستقر بشكل آمن قرب مستوى يزيد درجتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، أو ما إذا كان هذا قد يطلق عمليات أخرى قد تؤدي إلى مزيد من الارتفاع في درجة حرارة الكوكب حتى لو توقف العالم عن إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويزيد متوسط درجات الحرارة في الوقت الحالي بمقدار درجة مئوية عن مستواه في فترة ما قبل الثورة الصناعية ويرتفع بمقدار 0.17 درجة كل 10 سنوات. وأوضح العلماء أنه من المرجح أن يحدث تغير مفاجئ إذا تم اجتياز الحد الحرج. وقالت الدراسة إن تعظيم فرص تجنب الدخول في حالة "الدفيئة" هذه يقتضي ما هو أكثر من مجرد تقليص انبعاثات غازاتالاحتباس الحراري. وحسب الدراسة هناك حاجة على سبيل المثال لتحسين إدارة الغابات والإدارة الزراعية وإدارة التربة والحفاظ على التنوع الحيوي والتقنيات التي تزيل غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض. وقال بعض الخبراء في تعليقهم على البحث، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل خارج عن السيطرة لايزال غير مؤكد ولكنه ليس مستبعدا. وتأتي الدراسة وسط موجة حر شهدت ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من 40 درجة مئوية في أوروبا هذا الصيف، مما تسبب في جفاف وحرائق غابات، بما في ذلك حرائق في اليونان في يوليو المنصرم أودت بحياة 91 شخصا. ووافقت نحو 200 دولة في عام 2015 على وضع حد للارتفاع في درجات الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية وهو حد يعتقد أنه نقطة فاصلة بالنسبة للمناخ. وللمزيد من المعلومات اتصلت "الصحراء المغربية" بالدكتور عبد الرحيم الخويط، خبير بيئي ومتخصص في الهندسة المدنية وتدبير النفايات، فأكد أنه بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وانبعاث الغازات الدفيئة شهدت المنطقة الشمالية وبصفة عامة أوروبا ارتفاعا في درجة حرارة ما تسبب في ذوبان الجليد وارتفاع نسبة مستوى سطح المحيطات والبحار. وأشار الخويط إلى أن المنظومة البيئية في أوروبا لا تتأقلم مع ارتفاع درجة الحرارة، موضحا أن فرنسا أوقفت المفاعل النووي للتخلص من الحرارة الناتجة عن التفاعل النووي، لكن رغم ذلك لم تستطع تبريده، ما اضطرها إلى وقفه. ويرى الخبير البيئي أنه لإيجاد حل لظاهرة الاحتباس الحراري لا بد من تدخل شمولي، وذلك بانخراط الجميع من حكومات ومجتمع مدني ومنظمات غير حكومية، لرفع التحدي الناتج عن أسباب قديمة مرتبطة بالثورة الصناعية. وأكد المتخصص في تدبير النفايات أنه بات مبدأ الملوث الدافع أو المؤدي غير ذي جدوى في علاج المشكل البيئي بل الأمر بات يتطلب حمايتها.