أعلن إيمانويل فابر، الرئيس المدير العام لشركة دانون، أن انسحاب هذه الشركة من المغرب غير وارد مطلقا، مقترحا ثلاثة التزامات رئيسية استجابة لانتظارات المستهلكين المغاربة، مبرزا أن عدم توزيع ربيحات على المساهمين برسم 2017، يعود إلى الاستراتيجية الاحترازية المعتمدة حاليا لمواجهة كل التوقعات المحتملة. وأوضح فابر في لقاء صحفي عقد في الدارالبيضاء، أول أمس الثلاثاء، عقب حلوله بالمغرب للاستماع إلى المستهلكين والتجار والأمهات وممثلي العمال والفلاحين منتجي الحليب، أن الشركة تتعرض منذ أكثر من شهرين لمقاطعة دافعها مكافحة الغلاء، التي ضربت العلامة التجارية سنطرال للحليب المبستر الطري. وقال فابر "لقد تأثرنا بهذه المقاطعة، مع العلم أن ثمن الحليب المبستر الطري لم يرتفع منذ خمس سنوات، كما أننا خصصنا استثمارات ضخمة لقطاع الحليب". وأضاف "احترم تماما اختيار أولئك الذين اختاروا عدم شراء منتجاتنا، فهم يرسلون رسالة قوية، وحتى لو كان لها تأثير خطير على أنشطتنا، وكصاحب شركة من واجبي أن أستخلص النتائج". وانصبت المقابلات التي أجراها فابر مع فرق سنطرال دانون وممثلي العمال وعدد من أصحاب محلات البقالة ومنتجي الحليب والمستهلكين والشباب، إلى جانب القوة الشرائية، وقال إيمانويل فابر "ما أستشفه من اجتماعاتي هو أن القوة الشرائية للعديد من المستهلكين تتعرض للضغوط وأنكم تنتظرون الكثير من العلامات التجارية لكي تستمروا في اختيارها بشكل يومي، هناك انتظارات في المجتمع المغربي، المزيد من القرب، المزيد من الشفافية والمزيد من الإنصاف، وهي انتظارات جيل بكامله في جميع أنحاء العالم، ولأن الحليب المبستر هو منتج يومي وأساسي للأسر والأطفال، فهي انتظارات مهمة، لذلك آمل أن يستجيب حليب سنطرال المبستر الطري لتلك الانتظارات بشكل خاص. وبالتالي أن نبني معا علاقات قوية من الثقة المتبادلة ونبني المستقبل". ويستند نموذج الحليب المبستر الطري الجديد لسنطرال دانون إلى نظام بيئي متميز للغاية، حيث يتم جمع الحليب الطري يوميا من 120000 مربي ماشية في 5 مناطق وتوزيعه على 75000 نقطة بيع في جميع أنحاء البلاد. وتابع الرئيس المدير العام لمجموعة دانون موضحا "منذ أن توليت إدارة الشركة والعلامة التجارية سنة 2013، حرصنا دائما على ضمان أن يكون سعر الحليب الطري عادلا ولم نرفع هذا السعر منذ 5 سنوات. نحن لا نحقق أي ربح تقريبا على الحليب الطري، ومنذ المقاطعة، عانينا من خسائر كبيرة، وللاستجابة لانتظارات المجتمع المغربي، يجب علينا تغيير هذا النموذج". وأمام هذا الوضع اقترح فابر نموذجا جديدا من 3 التزامات رئيسية، مشيرا إلى أن الشركة على استعداد لعدم تحقيق أي ربح في الحليب الطري مع الحفاظ على السعر المدفوع لمربي المواشي العاملين مع الشركة، وقال "نلتزم ببيع الحليب المبستر الطري سنطرال بسعر التكلفة لسنطرال دانون مع احترام القانون المغربي". وبالتالي ستكون هذه العلامة التجارية رمزا للقدرة اليومية للأسر المغربية في الحصول على مزايا منتج أساسي في تغذية الأسرة ونمو الأطفال. وسيكون هذا الالتزام "سعر التكلفة" منسجما مع رسالة دانون: الحفاظ على الصحة من خلال الغذاء لأكبر عدد ممكن من الناس. وأكد فابر أن العلامة التجارية سنطرال ستستمر في تزويد المستهلكين بالحليب الطري المبستر بأعلى معايير الجودة. حليب طبيعي، ينتج بشكل حصري من حليب مشتق من شغف وعمل شركاء سنطرال دانون الفلاحة منتجي الحليب المغاربة. وفي هذا السياق قال "نلتزم بالشفافية التامة بخصوص التكاليف، التي تتحملها شركة سنطرال دانون في جمع الحليب، إجراء اختبارات الجودة، البسترة، التعبئة، النقل، وتكاليف تسويق الحليب المبستر سنطرال. ويمكن للجميع التحقق من هذه الشفافية وفي أي وقت". واستطرد موضحا "من أجل جعل سعر الحليب الطري في متناول الجميع وبشكل دائم، سنضع ثقتنا في الباعة والمستهلكين، وهم المعنيون المباشرون في قطاع الحليب المبستر، لكي يقرروا معا ما هو "السعر العادل" للحليب، سعر يكون في متناول جميع الأسر وعادلا للجميع، بمن في ذلك منتجو الحليب. لا نعرف حتى الآن الشكل الذي يمكن أن يتخذه هذا التحديد للسعر المناسب، ولكن هناك تجارب مثيرة للاهتمام موجودة في بلدان أخرى". واختتم إيمانويل فابر لقاءه قائلا "إن الحليب الطري المبستر سنطرال سيعيش إذا التزمتم إلى حد كبير بهذه الفكرة التي يمكن أن تصبح فكرتكم غدا. فمستقبل سنطرال ومستقبل العديد من مربي الماشية والعمال سيعتمد على استقبالكم لهذا المشروع، الذي يقوم على الإدارة الجماعية للحليب الطري المبستر سنطرال".