تنظم مؤسسة التجاري وفا بنك للرعاية، ابتداء من أول أمس الأربعاء، معرضا خاصا بفن الخزف بآسفي حول تشكيلة القطع الخزفية لمالكها لڭراوي العفير، والتي تم تجميعها بشغف منذ خمسين سنة. ويحرص أساسا معرض «خزف آسفي. بين التاريخ والفعل اليدوي المتوارث »، الذي يشرف عليه المؤرخ حميد التريكي، على إبراز غنى الأساليب والتقنيات السائدة في آسفي خلال النصف الأول من القرن العشرين. وحول هذه الفترة التي كانت غزيرة العطاء واتسمت بأحد أبرز الوجوه المتمثلة في الصانع التقليدي بوجمعة العملي، سيتم التطرق إلى أصول الخزف والتنظيم الاقتصادي والتطور الفني لهذا الفن، الذي أثبت تجذره في مدينة آسفي منذ القرن الثاني عشر، ناهيك عن آخر البحوث الميدانية والتكريمات، التي حظي بها حرفيو المدرسة التي تم تأسيسها بآسفي في عشرينيات القرن الماضي من أمثال: السرغيني وبن إبراهيم وبنجلون، والغريسي والسوسي وغيرهم. وسيتم عرض 170 قطعة خزفية من القوارير الإغريقية الأثرية وصولا إلى أحدث الابتكارات التزيينية، فضلا عن وثائق من الأرشيف وخرائط تاريخية ونقوش قديمة ودفاتر مصورة لتلاميذ مدرسة الخزف وصور للورشات وشهادات المسافرين وقصائد وحكم، ستقرب لا محالة الزوار من هذا الفن الذي تتوارثه الأجيال ضمن فضاء يشتهر باسم تل الفخارين. كما يولي المعرض مكانة متميزة للفضاءات المقدسة وطقوس عمل الفخارين والقاموس المصور للأشكال. وبهذا، يروم هذا المعرض إبراز الجوانب الفنية والعلمية والمواطناتية لهذه الحرفة. وتعتزم مؤسسة التجاري وفا بنك تحفيز الوعي من أجل المحافظة على هذا التراث ونقله من جيل إلى آخر، معتمدة في هذا المسعى على الالتزام النموذجي ل الڭراوي، المتحدر بدوره من مدينة آسفي. وعلى غرار المعرض الكبير «سيڤر. اسفي: تجديد الخزف بفرنسا والمغرب في العقد الثالث من القرن العشرين » المنظم في أبريل 2007 بشراكة مع المصنع الوطني لخزف سيڤر، تعود مؤسسة التجاري وفا بنك للرعاية 11 سنة بعد ذلك لتلقي الضوء من جديد على هذا الفن وتركز بالأساس على مدينة آسفي ومهارة فخاريها، باعتبارها علامة بارزة في هويتها الجهوية ومبعث فخر على الصعيد الوطني.