رفرفت الأعلام الإفريقية للمرة الثانية بمدينة المحمدية، في إطار المهرجان الإفريقي الكبير الذي نظمته المجموعة المدرسية للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي فيفالدي غاليلي، السبت الماضي. وأوضحت حسناء باحث، مديرة ثانوية غاليلي بهذه المناسبة، أن هذه الدورة الثانية تأتي في سياق استمرارية هذا الحدث الذي يكرس الاعتزاز بإفريقيا التي تشكل ماضي وحاضر ومستقبل أجيالها. وأضافت باحث أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تكتسي حمولة تاريخية وجيو سياسية مهمة، باعتبارها تشكل صفحة مجيدة من تاريخ ارتباط المغرب الوثيق بدول إفريقيا جنوب الصحراء، مبرزة أن الاحتفاء بهذه العودة وهذا الارتباط تعد الأسس التي أملت تنظيم هذه التظاهرة. وأضافت باحث أن هذه النسخة الثانية، المنعقدة تحت شعار "إفريقيا الغد ...هي نحن"، تمثل مناسبة ستساهم من جانبها في تمكين التلاميذ للتعرف أكثر على إفريقيا التي تعد مفردا بصيغة الجمع، حيث شارك في هذه التظاهرة كل المستويات الدراسية من الروض مرورا بالابتدائي والإعدادي وصولا إلى الثانوي. وأفادت أن شباب هذه المؤسسة التعليمية سيدركون تدريجيا على مرور وتعاقب دورات هذا المهرجان، الذي أضحى موعدا لا محيد عنه عمق مدى افتخارهم بقارتهم إفريقيا. جيهان الغرشي، المسؤولة البيداغوجية للمجموعة وعضو اللجنة التنظيمية للمهرجان، اعتبرت أن نجاح الدورة الأولى المنظمة برسم 2017، الذي شكلت أكبر مهرجان بمدينة المحمدية، حفز على ضمان استمرارية هذا الحدث وأشارت إلى أن المجموعة المدرسية وفي إطار تعاون وثيق وتنسيق مشترك بين أطرها التعليمية، ركزت على الجانب الفني في هذه التظاهرة، مع إقامة ورشات للأنشطة وعروض فنية مبتكرة ومتألقة قاسمها المشترك تجسيد العمق الإفريقي للمغرب، وإبراز الأبعاد الثقافية والفنية والتاريخية للقارة. وأشارت إلى أن المجموعة ومن أجل تنظيم محكم ومثالي، لجأت إلى خدمات وكالة متخصصة في تنظيم التظاهرات الكبرى، إلى جانب فرق موسيقية وفنية احترافية، ناهيك عن وكالة خاصة للأمن لضمان مرور المهرجان في أحسن الأجواء، وحضور "الهلال الأحمر المغربي" كذلك. المسعودي، مسؤولة التكوين المستمر، أشادت بالتعبئة الكبير لمكونات المجموعة من أجل إنجاح هذا الموعد السنوي، الذي أصبح بمثابة جسر ينقل تلامذة المؤسسة إلى أجواء قارته الإفريقية. وصرح عدد من الحاضرين ل "الصحراء المغربية"، أن هذه التظاهرة المواطنة تكتسي بالفعل طابعا إشعاعيا يؤكد انخراط هذه المدينة في الأوراش الكبرى للمملكة، موضحين أن تنظيم هذا الكرنفال الذي أدت فيه فرق إفريقية أغاني تراثية، إلى جانب اللوحات الفنية التي جسدت غناء ورقصات كل بلد إفريقي على حدة، أعطت فكرة عن غنى الفنون الإفريقية وتنوعها. وأكد تلاميذ شاركوا في هذا الحفل، أنهم قاموا باستعدادات مكثفة بتأطير من المجموعة المدرسية "فيفالدي غاليلي" بالمحمدية، لتنظيم الكارنفال، إلى جانب أنشطة جرت كلها حول موضوع التظاهرة، وجسد الكرنفال بشكل ناجح، تقاليد دول إفريقيا جنوب الصحراء ولباسها وأعرافها وطقوسها الاجتماعية.