كشفت منظمة "ما تقيش ولدي" عن عزمها تعميم تجربة مشروع "احنا معاك" الذي انطلق الأسبوع الماضي في تارودانت في إطار تقديم خدمات اجتماعية تتعلق بالأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية. وبهذا الخصوص قالت نجاة أنور، رئيسة منظمة "ماتقيش ولدي" في توضيح ل"الصحراء المغربية" إنها تراهن على تعميم المشروعِ النموذجي "حنا معاك" ليشمل مدنا وبوادي مغربية، في إطار تقديم خدمات للمرتفقين في مرافق إدارية بما فيها "المقاطعة، والملحقة، والقيادة وغيرها، من خلال الاعتماد على شركاء حكوميين وغير حكوميين". وأوضحت أنور أن إطلاق النسخة النموذجية للمشروع الاجتماعي "حنا معاك" تحت شعار "نسمعو ليك ونساعدوك" في تارودانت، يأتي في سياقٍ مجتمعي حافل بتحديات يفرضها واقع علاقة الإدارة بالمرتفقين ويرمي إلى تقريب العمل الاجتماعي للإدارة من المواطن، وإلى تفعيل سياسة القرب في ما يخص بالتكفل بالمواطنين في المجال الاجتماعي، وتعزيز مسؤولية الإدارة إلى جانب تعزيز الثقة بينها وبين المواطن. ويهدف المشروع، أيضا، حسب نجاة أنور، إلى توفير الوقت في معالجة ملفات الاعتداءات على الأطفال، إلى جانب تحليل الوضعية الاجتماعية للسكان ليستفيد من نتائجها المسؤولون في ما يخص التخطيط للمشاريع الاجتماعية للمدينة. ولفتت نجاة أنور إلى أن هذا المشروع من شأنه أيضا أن يساهم في التصدي لمسببات ومخلفات التفكك الأسري، وكل ما يمكن أن يعرض الطفل والمرأة لمخاطر الاعتداءات بما فيها الاعتداءات الجنسية. وتمكنت منظمة "ما تقيش ولدي"، من خلال هذا المشروعِ النموذجي، من تكوين " 15 عاملا للتنمية الاجتماعية للقرب" يعملون على استقبال المواطنين والإنصات والتوجيه والمرافعة لفائدة خدمة اجتماعية، تضيف أنوار، التي أشارت إلى أنه ضمانا لاستمرارية هذه الخدمات استهدف التكوين أطرا تعمل في الوظيفة العمومية. وكشفت رئيسة هذه المنظمة أن اختيار مدينة تارودانت لاحتضان مشروعها النموذجي لم يكن مجرد صدفة، وإنما يعود إلى أول ملف اشتغلت عليه وإلى الحالات الكثيرة المسجلة للاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمدينة. وأكدت المنظمة نفسها في بلاغ صحفي أن هذه التجربة التي ترمي إلى تقديمها، بالإضافة إلى تارودانت، في مناطق أخرى هي ثمرة تنسيق وشراكة بين المديرية العامة للجماعات المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تارودانت. ودعت نجاة أنوار، رئيسة هذه المنظمة في البلاغ الذي توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منه، إلى الاستفادة من هذا المشروع الذي يحمل شعار "نسمعو ليك ونساعدوك" بالتوجه إلى مركز الاستقبال والاستماع والتوجيه الذي يفتح أبوابه بمقر الباشوية القديمة، قرب قصر السلام في هذه المدينة كل يوم داخل الأوقات الرسمية.